للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حال للزيادة أو النقصان

كذلك يتكون الغاز الكاربوني من احتراق الفحم في الأكسيجين بنسبة ٣ جرامات من الأول إلى ٨ جرامات من الثاني، وظلت هذه النسبة هي الأساس في تركيب الغاز الكربوني بحيث لم يتسن للكيميائيين بوسائل مختلفة وأساليب متباينة (مثل وضع هذه المجموعة من الكاربون والأكسيجين تحت ضغط شديد أو غير ذلك) أن يتحد ثلاثة جرامات من الكاربون مع ١. ٨ جرامات من الأكسيجين مثلاً. وليس معنى هذا أن الكاربون والأكسيجين يتحدان دائماً بنسبة ٣ إلى ٨ فإنه يصح للحصول على مركب غير الغاز الكاربوني أن يتحد ثلاثة جرامات من الكاربون بأربعة جرامات من الأكسيجين، ولكن الفارق بين الحالتين عظيم. فثمة حالة غير متصلة تختلف عن حالة الخلط والمزج المعروفة في اختلاط الجزيئات

كان لا بد تحت هذه العوامل والمشاهدات من أن يُعمم العلماء هذه الوقائع المقدمة ويحصونها ويدرسونها، وهكذا توصلوا إلى قانون النسب الثابتة الذي يحدد النسب التي تتحد بها العناصر الكيميائية المختلفة، هذا القانون المعروف منذ العالم (دالتون والذي كان الفضل الأكبر فيه للعام (بروست يتلخص في أن النسبة التي يتحد به عنصران لا يمكن أن تتغير بحالة مستمرة

وهكذا كان من الصعب ألا نفترض أن هذا الأكسيجين المتحد مع الهيدروجين ليكون الماء استقل دائماً بنفسه وحافظ على استقلاله في أثناء هذه العملية الكيميائية ما دمنا نستطيع أن نعيده سيرته الأولى وهكذا أمكننا أن نرجح أن هذا الذي نسميه عنصر الأكسيجين كان مستقلاً في كل المركبات الأكسيجينية التي يمكن أن تدخل فيها مثل الماء والماء الأكسيجيني والأوزون وثاني أكسيد الكاربون والسكر الخ بحيث إذا كان السكر مركباً من جزيئات مشابهة تمام التشابه فإنه من المتعين أن في كل جزئ من هذه الجزيئات قد دخل الأكسيجين كشخصية مستقلة كما دخل الكاربون والهيدروجين اللذان هما المركبان الآخران للسكر شخصيات أخرى مستقلة. من هنا ومن أمثال ذلك حاول العلماء أن يعرفوا الصورة التي يجب أن تكون عليها هذه المواد الأولية أو العناصر البدائية التي تتفق أجزاء منها تحت عوامل لا محل لذكرها وتتقارب لتكوين جزئ من السكر، هذا المولود الجديد

<<  <  ج:
ص:  >  >>