وفي قسم النحت بمدرسة الفنون الجميلة العليا أربعة طلاب فقد موزعون على سني الدراسة المختلفة. ومعنى هذا أن هؤلاء الأربعة هم عدة هذا الجيل للنحت في مصر. ويلحظ إلى جانب هذا أن المدرسة وقفت عليهم أساتذة أكثر منهم عدداً. فإذا لم تكن مدرسة الفنون الجميلة العليا تستطيع أن تتعهد أربعة طلاب نحاتين فماذا تستطيع أن تصنع؟!
يقال إن هذه الكارثة الفنية يرجع سببها إلى تنافر بين أستاذ النحت في المدرسة (وهو سويدي) وبين ناظر المدرسة وصديق له مدرس بها. والناظر وهذا الصديق المدرس مصريان. ويقال إن هذه النتيجة لم تحدث عفواً وإنما أريد بها أن تحجم وزارة المعرف عن تحديد عقد الأستاذ الأجنبي هذا العام، وأن ترفع المدرس المصري إلى درجة الأستاذية
وإذا كان مما يسعد كل مصري أن يرى قسم النحت في مدرسة الفنون الجميلة العليا يرأسه أستاذ مصري فإنه مما تشمئز منه الإنسانية أن يُبعث في سبيل الوصول إلى هذه النتيجة بمستقبل أربعة من الطلاب هم كما قلنا عدة الجيل في هذا الفن
زد على ذلك أن ناظر الفنون الجميلة العليا وصاحبه المدرس المصري متهمان في مقدرتهما الفني. فالناظر لا يحمل شهادات فنية مطلقاً وليس لديه من المؤهلات الفنية إلا أنه رحل إلى الحبشة في زمن ما ورسم بعض الصور لنجاشيها السابق ورؤوس دولته. ومظاهر (العصبية) التي تبدو عليهم والتي استطاع بها أن يقنع أهل الحكم في الوزارة السابقة بأنه يصلح لأن يكون ناظراً لأكبر معهد فني في مصر
أما صاحبه المدرس فهو رجل من رجال الصناعة أعدته ثقافته وأهله تعليمه لأن يكون مدرساً للصناع في مدرسة الفنون التطبيقية لا أستاذاً للفنانين في مدرسة الفنون الجميلة العليا وشتان ما بين الصناعة والفن
وأنا أكتب هذا وقلبي يتمزق لأني أنصر به أجنبياً على مصريين، ولكنني أفضل هذا على التدليس باسم الوطنية الشفوية. ولا ريب أن الاعتراف بالضعف مع السعي إلى استكمال أسباب القوة خير من المغالطة والادعاء وإنكار الحق
والآن، ماذا تصنع وزارة المعارف في مدرسة الفنون الجميلة. . .