للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عشرة أو العشرين سنة الماضية والتي على أن العالم الإسلامي دخل في مرحلة جديدة بقوته المتزايدة وبكل ما يتضمنه الدين الإسلامي العظيم من قوة، مضافاً إلى التعاليم الحديثة.

وختم اللورد لويد خطبته قائلاً: (إن تطوراً جديداً قد طرأ على العالم الإسلامي وهو تطور يجب أن نحسب له حساباً دقيقاً)

حول الجناية على الأدب العربي

حضرة الأستاذ الجليل صاحب (الرسالة)

تحية وسلاماً. وبعد. فإنني على فرط إعجابي بالدكتور زكي مبارك وتقديري لآثاره الأدبية لم أرض منه هذا الضرب من النقد الذي يتناول الشخصيات دون الآثار، ويدافع عن الأدب من طريق الجناية على الأدباء. ولو أن نقاد الأدب العربي اتبعوا الطريق التي اختطها الدكتور إسماعيل أحمد أدهم في رده على الدكتور بشر فارس (عدد الرسالة ٣١١)، أم النهج الذي سلكه الأستاذ عبد المنعم خلاب في مقاله (النبوة - الوحي - المعجزة) رداً على مقال نشرته مجلة (الأماني) (العدد ٣١٠ من مجلة الرسالة) لكان النقد - كما يرضاه الأدباء - أداة صالحة لتوجيه الأدب الصحيح ولتنقيته من أدران الضعف وشوائب الخطأ

ولعمر الحق إن هذا الطريق التي سلكها الدكتور زكي لملتوية شائكة. بل هي ضرب من الجناية على الأدب ما كان أجدره أن يتحاماه.

إن من أهم مميزات النقد الذي يجعل الإصلاح الأدبي هدفه ومرماه، اللفظ اللين والنقاش الهادئ والحجة الدامغة مع احترام صاحب الرأي المنقود وعدم التعرض لشخصه. فإن كان صاحب الرأي صادق النية نزيه القصد فيما كتب فليس عليه من ضير أن يُنْقَد؛ أما إن كان سيئ النية نفعي القصد، والنقد كفيل بإظهار كل خبيثة، فحسبه ما يجر على نفسه من تفنيد الرأي وتسفيه الحلم وما يتبع ذلك من هبوط سعره في سوق الأدب وأوساط المجتمع (وعلى نفسها جنت براقش)

(الخرطوم)

محمود أحمد عبد الحميد

<<  <  ج:
ص:  >  >>