للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما السبب الثاني فلأن علمه باللغة الفرنسية لا ييسَر له مثل ذلك النقل. وقد ذكرت هذا وعللته مكرهاً، لعددين مضيا، فردّ الأستاذ أدهم قال: (إن اللغة الفرنسية ليست وقفاً عليّ)

معاذ الله أن تكون الفرنسية وقفاً على! غير أني ماذا أصنع وفي نقد الأستاذ أدهم لكتابي (مباحث عربية) ما يؤيد ما ذكرته من عددين؟ ففي رأي الأستاذ أدهم (راجع الرسالة العدد ٣١١ ص ١٢٢٩) أن استعمالي لفظ (السلوك) لأحد مشتقات المصدر الفرنسي تارةً، ولفظ (الأخلاقيات) لمشتق آخر للمصدر نفسه (وهو بمعنى تارةً أخرى مما (يوقع في اللبس والاختلاط). والواقع الذي أثبته على كُرهٍ أن الأستاذ أدهم لم يدرك الفرق القائم بين اللفظين الفرنسيين: (راجع (مباحث عربية) ص ٣٦، ٥٦ خاصة)، فالأول يدل على أعمال المرء من الناحية (الأخلاقية)، والثاني يفيد (علم الأخلاق). وحسب الأستاذ أدهم أن يستفسر معجماً فرنسياً للمدارس ذينك اللفظين.

ولك أن تقول: فإذا شقَّ على الأستاذ أدهم أن يحسن النقل من الفرنسية إلى العربية فكيف ارتجل مصدراً ارتجالاً ثم استشهد به وأثبت بضع صفحات (على جهة التمثيل)؟

الحق أني أود أن أعجب عجبك، ولكن ما قولك في هذا الاختلاق:

قال الأستاذ أدهم في نقده لكتاب (مباحث عربية) (الرسالة العدد ٣١ ص ١٢٢٩): (يعتبر الباحث (يعنيني) كلمة البصيرة مقابلاً (كذا) ص ٢٢٥٧، والغريب أني لم أثبت كلمة إزاء كلمة البصيرة الواردة في ص ٥٧ من كتابي ولا في صفحة غيرها. فمن أين جاء الأستاذ أدهم بكلمة وكيف جعلني (أعتبر) ما يجهل هل أنا (معتبره)؟

ثم لم لا يترجل الأستاذ أدهم المراجع ويبتدع المصادر، وهو الذي استشهد بالإصحاح الرابع عشر من (سفر دانيال) من المعهد القديم (الكتاب المقدس) ثم بالجزء الثالث من (الفهرست) لابن النديم، يوم نقد (مباحث عربية) (الرسالة العدد ٣١٢ ص ١٢٧٤ ثم ص ١٢٧٥). وإليك بيان ذلك:

أولاً - قال الأستاذ أدهم: (ومما يحسن بي الإشارة إليه أن كلمة المروءة وردت في اللغة العبرية، وهي من أخوات اللغات العربية، نازعةً فيها لمعنى السيادة (دانيال ١٤ - ١٩ ومراد فرج في ملتقى اللغتين ج١ ص ٨٩ - ٩١)

والذي في كتاب (ملتقى اللغتين: العبرية والعربية) للأستاذ مراد فرج: (مرا: فتح فكسر

<<  <  ج:
ص:  >  >>