إنه إنما قال ما قال في وصف ذلك اللقاء معرباً عن شعور أصيل في نفسه هو شعور الكرم والنخوة فهو يطعم حتى الذئاب. وهو يعني ذئاب الإنسانية؛ فالأمر لا يعدو المجاز
حدثنا الدكتور بشر فارس قال: هذه الأبيات من الشعر الرمزي ولا شأن للذئب فيها سوى أحرف اسمه
وحدثنا الأستاذ عبد العزيز البشري قال: وأي كرم ونخوة في إطعام ذئب سواء أكان ذئباً حقاً أم كان مكنياً به عن الإنسان؟ إنه ليس في مصر كلها رجل واحد لا يطعم الذئاب دون أن يجد في ذلك مجالاً للفخر، ففي كل مكان فيه ذئب يخرج مصري معمم أو مطربش فيقول:
. . . أيها الذئب إنني ... وإياك في زادي لمشتركان
تعش فإن عاهدتني لا تخونني ... . . . . . . . . . . . . . .
ألا إنه لا كرم ولا نخوة في أمر شائع بين الجميع، وإنما الكرم والنخوة أن تفعل ما لا يفعله خاصة الخاصة من الناس
أخبار الفرزدق وشعره
حدثنا الأستاذ على الجارم بك قال: كان الفرزدق مفتشاً أول للغة العربية في حكومة بني مروان وكان من أصحاب العزة الجاهلية ففيه عجرفة يغتفرها له ما أفادته اللغة العربية من ثروة في شعره. وليس وصفه للذئب محاكاة لأبيات امرئ القيس ولا الذئب الذي وصفه من ذئاب الصحراء وأنشد:
صوت
وأنا الفرزدق غير أني ... لا أسف إلى الهجاء
يا جارة الوادي ... عففت فصنت أعراض النساء
لا كالفرزدق إنه ... قد كان مفقود الحياء
الشعر للأستاذ على بك الجارم وقد اشترك في تلحينه كل مدرسي اللغة العربية بوزارة المعارف