التحليل الكيميائي والميكروسكوبي والاختبار الطبيعي. ويكاد النوع الأول يسود جميع غرف المعمل فلم أدخل غرفة واحدة إلا شاهدت فيها أنابيب الاختبار وزجاجات المواد الكيميائية. فإن الفحص الكيميائي يبين تركيب المواد فينكشف ما فيها من مواد غريبة ضارة. فإذا قدم لنا البائع قطعة قماش وقال إنها صوف نقي يمكننا أن نعرف مقدار صحة كلامه بأن نضع قطعة من هذا القماش في صودا بدرجة ٥ % ثم نغليها على النار فيذوب كل الصوف. فإذا كان القماش يحتوي أي مادة غريبة كالقطن مثلاً فإنها تبقى، وبعملية حسابية بسيطة يمكننا أن نعرف كمية القطن الموجودة في القماش.
ويستعمل التحليل الميكروسكوبي غالباً في قسمي المنسوجات والزيوت النباتية. فالفحص تحت المجهر يمكننا أن نعرف عدد الخيوط في البوصة المربعة فيحدد الفاحص طول البوصة على القماش ثم يضعه تحت المجهر الذي أعد لتسهيل هذه العملية الدقيقة ويقدر أخصائيو المصلحة عدد خيوط القماش الجيد بخمسين فتلة في البوصة سواء أكان ذلك في اللحمة أم في السدى.
وبالمجهر أيضاً يمكننا أن نعرف نوع النسيج إذا كان قطنيَّاً أو صوفيَّاً أو تيليَّاً فلكل فتلة مميزاتها، ففتلة القطن معتدلة بينما فتلة التيل ملتوية إلى غير ذلك من الصفات التي درسها الأخصائيون وشاهدوها في اختباراتهم وتجاربهم
وإذا مر الضوء في سائل فإنه ينكسر بزاوية خاصة تسمى معامل الانكسار ولذلك تختبر الزيوت بمراقبة معامل انكسار الضوء فيها داخل مجهر خاص قسمت زواياه بطرقة خاصة تبين معامل انكساره وبالتالي توضح جودة الزيت أو رداءته
شد وضغط وتماسك
وللتحليل الطبيعي عدة طرق يختبر بواسطتها قوة مقاومة المادة للطبيعة، ويكاد هذا النوع يسيطر على كل الاختبارات في معامل مصلحة الكيمياء. فمواد البناء مثلاً تتعرض في الطبيعة للشد والضغط والتماسك، ولذلك يجب أن تختبر من هذه النواحي الثلاث. وقوة التماسك من العوامل المهمة في تقدير صلاحية مواد البناء. فالأسمنت تبعاً للمبادئ المعمول بها في المصلحة يجب أن يبدأ تماسكه بعد نصف ساعة من بنائه، وأن يتم بعد عشرة ساعات. ويقول الفنيون إن كمية الماء التي تخلط بالأسمنت لا يجوز أن تزيد على ٨ %