- للروح أمراض كثيرة كما أن للبدن أمراضاً كثيرة. وأقسى أمراض الروح وأشدها فتكاً والعياذ بالله المرض الأصفر
- وهل تصاب الأرواح بالكوليرا أيضاً كالأجسام؟
- وما من فرق غير أن كوليرا الروح معنوية لا يعرفها الأطباء!
- وكيف عرفت أنت وكيف ميزت لونها؟
- لست أدري. ولكني ساءلت نفسي يوما عن حكمة الله في الصفرة يلون بها الموت والذهب وما بينهما من الخبث والشر. ألم تر صفرة الذهب؟ أو لو تر صفرة الموت؟ أو لم تر مسكيناً خبيثاً خداعاً منافقاً يصفر وهو يغش الناس ويكذب عليهم؟ أو لم تحاول يوماً أن تلمح بين كل صفرة وصفرة من هذه. . . رابطة؟
- أوه! أنا فاهم. أنت تريد أن تقول إن بعض الفنانين تنتابهم هذه الصفرة فتنتاب فنونهم بالوراثة
- آه لو أن لي حق الإشارة بمنح النياشين!
- أشكرك واحسبني أستطيع بعد ذلك أن أجري في الموازنة بين الفن وهو المخلوق الروحي كما قلت، وبين الناس وهم المخلوقات المجسدة، على هذا القياس الذي رسمته لي
- وأحسبك بعد ذلك ستقول معي إن الفن لا يمكن إنتاجه إلا مرة واحدة
وعدت إلى صديقي النحات والشاعر وقلت لهما: يا صاحبيّ اطلبا العوض من الله فأنتما عاجزان عن استرجاع ما ضيعتما، فلا أنت معيد تمثالك ولا أنت معيد قصيدتك