للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المنازل المشتعلة بالنيران والأراضي المخربة، والجثث المضرجة بالدماء. وتعد هذه المظاهر المرعبة شاهداً صامتاً على أن القاوقجي ورجاله قد مروا بهذه المنطقة في المساء.

والقاوقجي رجل متوسط الطول عريض الأكتاف ملتف الساعدين جميل الصورة في كوفيته البيضاء والعقال الذي يلفه على رأسه هو وأتباعه، ولكن الملابس الإفرنجية قد تقلل من مظهره وتعطيه صورة أخرى.

ولقد قضى القاوقجي أيام شبابه في سوريا، وأرسل منها إلى القسطنطينية ليتدرب على الأعمال العسكرية بها. ولقد كان نشاطه وأعماله الحربية في إبان الحرب العالمية من الأعاجيب. ويقال إنه كان يقود فيلقاً من الجيش التركي. ويقال كذلك إنه انضم إلى الحلفاء وحارب مع الكولونيل لورنس. وسواء أكان هذا صحيحاً أو غير صحيح، فمما لا شك فيه أنه ما كادت الحرب تضع أوزارها حتى كان زعيم ثورة في تلك البلاد. وقد قبض عليه الفرنسيون ووضعوه في سجن جبل الدروز وقد حكمت عليه المحكمة العسكرية بالإعدام، ولكنه فر بأعجوبة قبل التنفيذ بساعات معدودات.

والقاوقجي يؤلف قوة منظمة تمثل الجهة الشمالية من فلسطين. وهو يعتقد ككل فوهرر في الشرق والغرب أنه وحده من دون ملوك العرب وأمرائها وشيوخها أحق الناس وأقدرهم على أن يكون الحاكم الأعظم للعرب بل ولعامة المسلمين

هتلر ليس نابليون

(بقلم المؤرخ الإنجليزي فيليب جواديللا)

في هتلر بعض مظاهر وصفات تدعوا إلى المقارنة بينه وبين نابليون. ولكن هل تصح المقارنة بين هتلر ونابليون؟

لقد كانت مواهب ذلك القائد الكورسيكي وانتصاراته الحربية جديرة بأن ترفعه إلى حيث يسود الأمة الفرنسية. ولم يظهر هتلر بعد شيئاً من مواهبه الحربية إذا كانت له مواهب في هذا الشأن. وهو ولا شك سيكون القائد المسئول في ألمانيا إذا نشبت نيران الحرب.

إن هذا الرجل الذي يتظاهر أمام العالم بعبادة القوة، لم يظهر كفاية حربية من أي نوع في أيام الحرب العظمى التي يمتحن بها الرجال. وكل ما هنالك أنه ارتقى فجأة إلى رتبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>