للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والحاكمين والمحكومين؟

إن الأمر في الشعر يرجع إلى عنصر واحد هو الصدق، وإذا صح أن الشاعر صادق الحس والعاطفة فمن حقه أن يتكلم كيف شاء وأن يصف من الأغراض ما يريد.

لقد اتفق لعمر بن أبي ربيعة أن يقف أشعاره على أهوائه الذاتية فهل يمكن القول بأن أشعار ابن ربيعة لا تمثل جوانب من المجتمع الذي عاش فيه؟

وكيف وهي تصويرٌ لثورة العواطف في موسم الحج، وتسجيل لبعض أهواء الناس في ذلك الحين؟

واتفق لأبي نواس أن يقصر أكثر شعره على الخمر والمجون، فهل كان ذلك إلا تمثيلاً لبعض أحوال المجتمع العراقي في ذلك العهد؟

واتفق لأبي العتاهية أن تكون أكثر أشعاره في الزهديات، فهل كان ذلك إلا تخليداً لمظاهر النزعات الروحية في ذلك الزمان؟

وما رأي الأستاذ أحمد أمين في أشعار الزهاد والنساك، وأشعار الماجنين والخلعاء؟ وما رأيه في أشعار الزنادقة والمرتابين؟

أليس ذلك كله تصويراً لأحوال المجتمع؟

وما رأيه في الأشعار التي قيلت في وصف الإخوان والأبناء والأزواج؟

أيراها أجنبية عن المجتمع؟

الحق أني أجاهد في غير ميدان، وأعارك في غير معترك، لأني أشرح البديهيات، وأقيم الأدلة على أن الجزء أصغر من الكل وأن الواحد نصف الاثنين!

ولكن هل كنت أملك أن أصنع غير الذي صنعت؟

إن جمهرة القراء لم تكن تعرف أن الأستاذ أحمد أمين يخطئ ثم يصرّ على الخطأ؛ ولم تكن تنتظر أن أهجم عليه وأنا الذي دافعت عنه في مجلة الرسالة يوم تجنى عليه بعض أدباء لبنان

وقد تفضل بعض أدباء العراق فدعاني إلى أن أنبه الأستاذ أحمد أمين إلى اهتمامه في الأيام الأخيرة بالدعوة إلى تعزيز اللغة العامية

فهل يظنون أني موكَّل بتقويم الأستاذ أحمد أمين؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>