المدينة النائية طرسوس:
ما رأينا النجوم أغنت عن المأ ... مون في ظل ملكه المحروس
غادروه بعرصتي طرسوس ... مثلما غادروا أباه بطوس
يقول ياقوت:
(وبينها وبين آذنة ستة فراسخ، وبين آذنة وطرسوس فندق بُفا والفندق الجديد. وعلى طرسوس سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب. ويشقها نهر البردان. . .
وما زالت موطناً للصالحين والزهاد يقصدونها لأنها من ثغور المسلمين، ثم لم تزل مع المسلمين في أحسن حال؛ وخرج منها جماعة من أهل الفضل إلى أن كان سنة ٣٥٤ الخ)
كانت طرسوس ثغراً تتكسر عنده زفرات الروم وفي إقليمها غزا أمير العرب وشاعرهم سيف الدولة وأبو الطيب المتنبي
واستولى عليه الروم سنة ٣٥٤ حين مرض سيف الدولة فخربوا مساجدها وجلا كثير من أهلها. يقول ياقوت: (وملك نقفور البلد فأحرق المصاحف وخرب المساجد وأخذ من خزانة السلاح ما لم يسمع بمثله مما كان جمع من أيام بني أميّة إلى هذه الغاية. . .)
ثم دخلت في حوزة المسلمين حينما امتد سلطانهم على بلاد الروم من بعد
وبعد الحروب الصليبية استولى عليها المصريون، ثم استولى عليها بنو رمضان الذين حكموا آذنة وما حولها في القرن الثامن الهجري إلى أن أديل منهم للعثمانيين
ذكرت كثيراً من وقائع الدهر في طرسوس وذكرت الرشيد والمأمون وسيف الدولة والمتنبي وقصيدته السينية التي مدح بها محمد بن زريق في طرسوس:
هذي برزتِ لنا فهجت رسيسا ... ثم انثنيت وما شفيت نسيسا
ورثيت للشاعر حين ذكرت أن الممدوح أعطاه عشرة دراهم. فقيل له: إن شعره حسن. فقال: ما أدري أحسن هو أم قبيح ولكن أزيده لقولك عشرة دراهم
ركبت في طرسوس عربة ومعي رفيق من اسكيشهر، وكان الحوذي يعرف العربية، ولا تكلم أحداً في هذه النواحي بالعربية إلا أجابك
قلت: أين منسج راسم بك؟ فذهب إلى معامل عظيمة للنسج لمحمد بك المصري. ولم أجد البك هناك ولكني رأيت المناسج العظيمة وسرني ما رأيت فيها وما سمعت