حسن عطف ومودة قدر تأثري عندما نُقِلتُ من نظارة مدرسة المنصورة، وجاء تلاميذ لتوديعي، ووقف باقي الطلبة في الفناء يحيونني وأنا في القطار، وقد دمعت أعين بعض الطلبة المودعين ولم أكن أتعمد اللين معهم، ولا التراخي، حتى أنال عطفهم! ولم يكتفوا بذلك بل أظهروا وفاءً عندما صاروا إلى المدرسة الثانوية بالمنصورة، وجاء إليهم تلاميذي من مدرسة الزقازيق الثانوية لمباراتهم، وقد جعلني وفاؤهم هذا أندم على أني لم أكن أكثر ليناً في معاملتهم، وإن كنت لم أنقطع عن مشاركتهم في سرورهم ومباسطتهم والعمل على راحتهم ولإنجاحهم، وتعهد مرضاهم، والسهر على صحتهم إذ لم تكن شدتي قسوة بل رحمة.