استغلق الناس على أنفسهم، ختمهم العلم والعقل بخاتم أصفر من الذهب.
- ولكن هاهو ذا العلم يدعو المراهقين إلى الفنون الجميلة ليصرفهم عن شهوات أبدانهم.
- أو لا يملك إلا هذه الدعوة؟ إن الفنون الجميلة لها الذين يحبونها لا ينصرفون عنها. أما الذين يزدرونها فلا يقبلون عليها إقبالهم على نوع من العبث.
- فما الذي تطلبونه من العلم إذن؟ إنه لا يستطيع غير هذا.
- نريد أن يزف المراهقين وغيرهم إلى العرائس من المعاني والفكر، فإذا عشقوها عطروا لها أرواحهم؛ فإذا ساكنوها أعقبوا فيها فنوناً تسلكها الحياة الماضية إلى الأمام في سبيلها.
- وكيف يحدث هذا؟
- إن هذه العرائس تياهة مدللة لا تلين إلا أمام حس يرهف نفسه لها، فهل يستطيع العلم أن يرهف إحساس الناس؟
- لا. ولذلك يعمد في هذا إلى الفن مستعيناً به.
- ولكن استعراض الفن لا يخلق فناً، وإنما يخلق الفن الإحساس بالحياة نفسها، وما دمنا ننزع إلى تحويل إنتاج البشرية بقدر ما نستطيع من الإنتاج البدني إلى الإنتاج الروحي فلابد أن نعنى بخلق الفنون وإنتاجها لا دراستها واستعراضها، وهذه العناية هي التي تنتهي مع الدأب إلى دنيا الروح.