حين صارت العاصمة لتلك البلاد. وهو على الرغم من وضعه أحسن النظم لاستتباب الأمن في عمان، يؤدي لدولته أعظم الخدمات
أما العضو الثاني من هذا الثالوث فهو (جون باجوت جلاب) ويعرف عند العرب باسم (أبو الحنك) لجرح كان قد أصاب ذقنه واستمر أثره إلى اليوم. وتنحصر مهمة جلاب في اجتياز الصحراء شرقاً وغرباً والاتصال بالبدو والأعراب في كل مكان. وهو يستعمل كل وسائل الانتقال وتحمله الطائرات إلى أواسط الصحراء حيث يأوي إلى أقرب الخيام. وقد تمضي أشهر عديدة لا يسمع به أحد أو يعرف له مستقرا. وهو يتكلم اللغة العربية الفصحى ويعرف لغات القبائل المختلفة وعادات العرب في كل منطقة. وهو يجيد الرماية إجادة عجيبة. وله مقدرة فائقة في معرفة النفوس. أما الغاية التي يرمي إليها فهي اكتساب ثقة الأعراب الذين يجوبون الصحراء. وقد نجح في حجزهم عن الاتصال بالثورة في فلسطين على الرغم من المجهودات التي بذلها المهيجون لإثارة هؤلاء البدو إلى حرب عامة للجهاد باسم الدين
ويقيم العضو الثالث من الثالوث البريطاني في الرياض عاصمة ابن السعود، ويدعى سان جون فيلبي. وله فضل كبير في اكتشاف الصحراء العربية وحضر موت ووضع كتب قيمة عنها
وسان جون فيلبي فوق ذلك صديق حميم لابن السعود، وقد اتصل به منذ وجه أول حملة ضد الأتراك. وهو جد مفتون ببلاد العرب وقد اعتنق الدين الإسلامي فيما بعد
وكان يناقض لورنس في زعمه أن بلاد العرب يجب أن تقسم إلى إقطاعيات تحت حكم الحسين وأبنائه، ويقول: إن لورنس يستبق الحوادث ولا ينظر نظرة عميقة إلى القوة التي وراء ابن السعود والوهابيين. وقد دلت الحوادث على أن فيليبي كان على صواب. فلم تمض بضعة سنين بعد هزيمة الأتراك حتى نجح ابن السعود في التغلب على الحسين ونشر لواءه على نجد والحجاز. وقد استمر حليفاً مخلصاً للدولة البريطانية بفضل سان جون فيليبي
هؤلاء الرجال الثلاثة يقومون بخدمة بريطانيا في بلاد العرب، فإذا زالوا خلفهم آخرون وهكذا. وما دام لدى بريطانيا رجال على هذا الطراز فيحق لوزارة المستعمرات في هوايت