هول أن تنام ملء عينيها. وسواء بعد ذلك صبر الأمير عبد الله، وشجاعة فوزي القاوقجي، ودهاء الحاج أمين الحسيني، فليس في مقدور أحد منهم أن يؤسس إمبراطورية عربية
وإذا ساعدتهم الظروف على ذلك، فلن يكون هذا إلا برضا وزارة المستعمرات، ما دام لديها هؤلاء الرجال الذين يعرفون أغراضها ولا يجهلون الطرق التي توصلهم إليها
الطرق تحكم أوربا
(ملخصة عن تايم آند)
أصبحت الطرق تحتل المكان الأول من اهتمام الدولة الأوربية حتى لقد صار من المحتمل أن تقع حرب عالمية من أجل طريق تمتد بضعة أميال في بولندا
ويرجع ذلك الاهتمام العظيم بأمر الطرق إلى إدخال السيارات في أنظمة الجيوش والاعتماد عليها في الحروب. ومن المعروف عند رجال الحروب أن النجاح فيها موكول إلى سرعة الانتقال. فالجيش الذي لديه الوسائل لنقل الرجال والأسلحة قبل غيره معقود له النجاح، ومن هنا جاءت أهمية الطرق، وصح القول بأن من يستولي على الطرق الحربية في أوربا هو الذي سيحكمها ولا محالة
وقد اشتد اهتمام ألمانيا في الأيام الأخيرة بتعزيز جبهتها بالطرق التي تحتاجها وقت الحروب، فتم منذ استولى هتلر على ذمامها ما لا يقل عن أربعة آلاف ميل من الطرق المعبدة لسير السيارات، وأصبح من السهل على ثلاثين ألف عربة من سيارات الانتقال، ومليون رجل من رجال الحروب أن ينتقلوا إلى أقصى الجهات في جهة ألمانيا في وقت لا يزيد على أربعة وعشرين ساعة
وقد أصبحت برلين الآن محاطة بأنسجة من الطرق الحربية من كل الجهات وهذه الطرق توصل بين جبهتها وبين الطرق الهامة في أوربا، فلا يكاد الإنسان يتأملها حتى يتساءل، من أي هذه الأنسجة تقفز الرتيلاء؟!
والطريق من برلين إلى وارسو (وموسكو) هي الطريق المؤدية إلى سهول شمال أوربا الشاسعة. وهذه السهول منبسطة في أكثر الجهات، وقد لا يزيد ارتفاع الجهات العالية بها على ٦٠٠ قدم، وتمتد هذه الطريق من برلين إلى جبهة بولندا إلى بروبرج إلى سهل