للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الفستيولا، ثم إلى وارسو، وقد تؤدي إلى موسكو

وقد عبر نابليون سنة ١٨١٢ هذه السهول، فاحتل وارسو وخط الفستيولا ثم تقدم منها إلى عاصمة روسيا. ومن هنا يتبين أهمية الطريق التي تطلبها ألمانيا إلى دانزج وشمال بروسيا داخل حدود بولونيا. فدانزج وشمال بروسيا مازالا كما كانا بالأمس المركز الممتاز الذي تتطلع إليه الأنظار لاقتحام وارسو وشرق بولندا. وكل ما تطلبه ألمانيا أن تضع يدها عليه - لا من أجل الطريق الذي تزعمه - ولكن لتصوب منه الضربة القاضية!

هتلر أو المسيح؟

(عن ذي لتراري جايد)

تدل الحوادث التي تتكرر في ألمانيا كل يوم على أن حكومة النازي تعمل على محو أثر الكنيسة في الحياة الألمانية. وقد ظهر حديثاً كتاب بعنوان (أزمة المسيحية) بيّن مؤلفه مستر وليم تيلنج ما يحدث في الكنائس الألمانية على اختلافها في العهد الحاضر. وماذا عسى أن يحدث في الكنيسة الألمانية؟ الجواب لا يحتاج إلى تفكير إذا ما نظرنا إلى النظام الذي يشمل ألمانيا الآن، فما يحدث للكنيسة هو جزء من السياسة العامة التي ترمي إلى محو كل نظام قائم إلى جانب النظام العام الذي وضعه النازي للبلاد

ويتبين مما جاء في هذا الكتاب أن هناك حملة مدبرة لمهاجمة آراء الكنيسة وفلسفة الكنيسة ومالية الكنيسة. والقول بأن العقيدة في هتلر تعادل العقيدة في السيد المسيح، والثقة بأعضاء النازي كالثقة بالقديسين الأكرمين، وهذا أمر لا يقبله رجل مسيحي بالطبع لأنه كفر وتجديف، ولكنه هو الواقع بكل أسف! فالطريقة التي يحيا بها هتلر غب انتصاراته تتخذ المراسم التي كان يستقبل بها رجال الدين في العصور الغابرة، ومذهبه الفلسفي الذي يلغي إلى جانبه كل تفكير وكل علم من رؤوس الناس هو مذهب ديني كما يظهر لا مذهب سياسي. وقد قبلت الكنيسة تلك المظاهر خاضعة، ولم تحاول أن تعارض هذه الديانة السياسية إلا في أحوال عارضة

ويقول مستر (تيلنج) إن شباب الجيل الحديث الذين انتزعهم النازي من أيدي القساوسة، وأسلمهم إلى النظام السياسي الذي يسود ألمانيا الآن، سيفقدون على التدريج عقيدتهم في كل

<<  <  ج:
ص:  >  >>