للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شيء، حتى اعتقادهم في ديانتهم الجديدة. فإذا تيقظت الكنيسة إلى ذلك، تسنى لها أن تضم إليها هؤلاء الشباب، وتقودهم إلى حركة تقضي لا محالة على ذلك النظام

إن القوة التي تعارض النازي لا يمكن معرفتها الآن بجانب الضغط الذي يسود ألمانيا، إلا أن التاريخ قد علمنا أن كل قوة تقوم على محو العقائد من النفوس، لابد أن تتجرع من الكأس التي تقدمها لها

حذار من الأذكياء المتعالين!

(بقلم دكتور جوبلز وزير الدعاية الألمانية)

لا نقصد بهذه الكلمة أن نمس الرجل المفكر المخلص الذي يخصص علمه وكفايته وتجاربه لخدمة أمته، فإن الفكر الألماني يتألف من هؤلاء الرجال المفكرين؛ ولكن مما لاشك فيه أن هناك فرقاً شاسعاً بين المفكرين الذين على هذا الطراز وغيرهم من أدعياء الفكر. فليس كل من يحظى بنصيب من التعليم، وشيء من المقدرة على الظهور ممن يسمونهم بالمتعلمين، هو في الحقيقة من الأذكياء أو المفكرين. إن مثل هذا الرجل من بقايا متعلمي الجيل الماضي قد أخطئ في توجيهه، ونشأ على طريقة عقيمة في التعليم؛ فهو في الحقيقة لم يكن سوى مجموعة من العلوم نمت في ظل نوع من الذكاء الزائف. أما تأثير هذا الرجل في المجتمع فهو أشد وأنكى من تأثير الجاهل البسيط، إذ أن اكتشافه للناس ليس بالأمر اليسير.

والرجل الذي على هذا الطراز يريك الجبن حكمة، والنزق حزماً، والكبر شجاعة، والذبذبة قوة وثباتاً. . .

فإذا عرف خطره على المجتمع، فإن خطره على المجتمع الألماني أشد وأعظم؛ لأن الألمان بطبيعتهم لهم غرام خاص بتلك الفضائل في عنصرها الأصيل. أما الرجل المفكر المتعلم الذي يعمل ويناضل لإحياء وطنه وحرية بلاده، فهو ومن على شاكلته يتبوءون الآن مراكزهم في الحكومة الاشتراكية الوطنية، أو يسيرون خلفها متحمسين مزهوين

إن الفكر التقليدي الذي يصد عن المثل العليا أو يصدف عن الحكمة والمنطق، ثم يستخف بهذا المسلك المعيب، هو في الحقيقة جبان قصير النظر. فلا يزال يرى أن العلم والتربية والمكانة لم تخلق جميعها إلا لما يريده هو ويراه. وكل من تحدثه نفسه بأن يسلك سبيلاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>