التفتيش، أجلوا العرب واليهود، طردوا العبقرية والحضارة، واحلوا مكانهما: الدين والتعصب، أطفأوا مصابيح العلم التي كانت تضاء من المساجد الإسلامية والبيع اليهودية، ليضعوا مكانهما قناديل الجهل والجمود وخرافات رجال الكنيسة، وعندئذ بدأت إسبانيا تتلاشى من العالم وتموت).
يتشعب بنا الحديث لو شئنا ان نتحدث عن ايبانيز لنوفيه حقه، وخير لنا أن نرجئ هذا إلى فرصة يكون فيها المجال أكثر اتساعا، وإنما نختم هذه الكلمة بان نقول، انه لما شبت نار الثورة الإسبانية الأخيرة التي انتهت بإعلان الجمهورية، كان ايبانيز في مقدمة من يثيرون الخواطر ضد دكتاتورية الجنرال بيمودي رفيرا، فاشتدت الخصومة بينهما، وكان ايبانيز عزوفا عن الضيم فاتهم الملكية في وطنيتها، وكان هذا هو السبب في إبعاده عن إسبانيا ونفيه.