كالعين تعشق - فاهتبلها فرصة يتقنص فيها هذا الشادن العذري المريب الذي ما برح يرتعي حبة قلبه! فأكره سعدا على مفارقة زوجه، وضمها إليه - بعد انقضاء عدتها - وفي عينها دمعة جارية، وفي قلبها لوعة ذاكية!
حزب الزوج الأمر، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولا عجب فقد أصيب بطعنتين نجلاوين في قلبه وكرامته. ولكن إذا جار الوالي أليست هناك يدٌ أعلى من يده، هي يد الخليفة! ومن فوقها يد الله!
لم يجد الفتى بدّا أن يعتسف الصحراء إلى دمشق، حيث يتربع على دست الخلافة آدم قريش، ووارث حلوم آل حرب، وكسرى العرب وأدهى دهاتها معاوية بن أبي سفيان، ليستعديه على ابن عمه الحاكم المتسلّط!