للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمسك أبا قيس بفضل عنانها ... فليس عليك إن رمتك أمان

فهل قرأ هؤلاء أدب الأمويين؟

قال الدكتور زكي مبارك: ولهذا البيت قصة ظريفة فقد أشفق أمير المؤمنين الوليد بن يزيد على (الجوكي) من ركوب الفاره من الجياد فأمر بتدريب طائفة من القرود وكون منها فرقة من (الجوكية) كما أمر بصيد عدد كبير من حمر الوحش فجعل منها فرقة من (البواني الغشيمة) وأبو قيس هذا الذي يذكره في شعره ليس إلا قرداً من هذه القرود

ليت المدنية التي يتغنون بها تبلغ من الرفاهية ما بلغته في العصر الأموي الذي لم يقرءوا شيئاً عنه

لم تحب الحياة زهدَ عليّ ... فجفته إلى بني مروان

ثم ضحك الدكتور زكي مبارك وقال: وسيأتي اليوم القريب الذي يعود شعراؤنا فيه إلى التغني بالخيول ولو غضب الأستاذ أحمد أمين وأنشد:

يقول بشعب بوان حصاني ... أعن هذا يسار إلى الطعان

أبوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان

هكذا قال حصان أبي الطيب فليسمعنا الأستاذ أحمد الشايب ما قالته سيارته ولو أنها من طراز (ناش)

حدثنا الأستاذ عبد الغني جبرة قال: دخلت ميدان السباق فرأيت بين المشاهدين الدكتور زكي مبارك، ورأيت طائفة عظيمة من الوجهاء والأعيان وكلهم معقود النظر بالخيل التي تجري دون أن ينظر بعضهم إلى بعض. وسمعت الدكتور زكي مبارك ينشد في هذا المعنى أبياتاً لم يعلق بذهني منها غير هذا البيت في وصف ميدان السباق.

ويكون أغنانا وأعلمنا ... فيه وملء عيوننا البهم

عود إلى أبيات الجارم بك

حدثنا الأستاذ محمود مصطفى قال: إنني وإن حملت على الجارم بك في شرحه لكتاب البخلاء فما أنكر فضله في الشعر فقد جدد به مفاخر العرب وتغنى بآثارهم وبعث أمجادهم، وصان لغتهم. ومن أروع المفاخر العربية عندي العناية بالخيل فما تعني بها الأمم المحاربة، ومهما استحدث من أدوات الدفاع فسيلجأ المحاربون في النهاية إلى إيثار الخيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>