فقال بعض الفقهاء يوماً: ما الذي تقرءونه؟ فقال: أُفسِّر آية من القرآن، وهي قوله تعالى:(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها) فأنا أفسِّر كيفية بنيانها
ولقد صدق الأبهري فيما قال، فإن كل من كان أكثر توغلاً في بحار مخلوقات الله كان أكثر علماً بجلال الله وعظمته.
٤٧٧ - النبع يقرع بعضه بعضاً
مجمع الأمثال: هذا المثل: (النبع يقرع بعضه بعضاً) يروي لزياد، قاله في نفسه وفي معاوية؛ وذلك أن زياداً كان على البصرة، وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة، فتوفى بها. فخاف زياد أن يولى مكانه عبد الله بن عامر، وكان زياد لذلك كارهاً. فكتب إلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويشير عليه بتولية الضحاك ابن قيس مكانه، ففطن له معاوية فكتب إليه:(قد فهمت كتابك فليُفرخ روعك أبا المغيرة، لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة وقد ضممناها إليك مع البصرة).
فلما ورد على زياد كتابه قال:(النبع يقرع بعضه بعضا). فذهبت كلمته مثلاً. يضرب للمتكافئين في الدهاء والمكر.