فقد فَقَدَ احترامه بين الجمهور وعلى الأخص بعد أن ورد على طهران تقرير من باريس يصف سلوكه في حانات مونمارتر. وقد وجد ليلة وسط خمس وعشرين امرأة من الراقصات ليس بينهن رجل سواه، وقد تبلل قميصه بالنبيذ الذي تساقط من الكأس، التي لم تقو يده على حملها لشدة السكر
فعزم رضا خان على أن يزيل هذا الشاه كما أزال حكومته منذ أربع سنوات فأعلن خلعه وولى نفسه مكانه شاهاً لبلاد العجم
ومما لا يختلف فيه اثنان أن إيران الحديثة وهي مملكة مساحتها ٦٨٠٠٠ ميل مربع وعدد سكانها عشرة ملايين كلها من صنع رجل واحد - هو الشاه
فالشاه يشرف على كل شيء في إيران بنفسه وله فيها الكلمة التي لا ترد، وإن كان رضا خان لا يبت في أمر ذي بال قبل أن يوافق مجلسه النيابي عليه. أما الوزراء فهم جميعاً ملحقون بخدمة الشاه ولا يقومون بعمل قبل موافقة الشاه
هذا الحاكم الشديد في غير ظلم، يعد من رجال الملك الجديرين بهذا اللقب على الرغم من منشئه. يحبه جنده إلى حد العبادة؛ ويعده شباب الجيل الحديث في إيران أباً لهم. وعلى الرغم من أنه يعطي نفسه سلطة لا حد لها في حكم البلاد، فهو يعمل لها بجد وتواضع واعتدال
هل يحل (العم سام) محل (جون بول)
(عن مجلة (باريد))
إذا قدر لبريطانيا العظمى أن تنهزم في حرب عالمية وتندحر قواها حقاً، فهل تخلفها الولايات المتحدة الأمريكية في الاحتفاظ بزعامة الجنس الأبيض على العالم؟
يقول (أندريه سيجفرييه) المؤلف الفرنسي المشهور: للإجابة على ذلك يجب أن نقدر الظروف التي ارتفعت فيها بريطانيا إلى مركز الزعامة والقوة في العالم، فقد اتجهت بريطانيا إلى التوسع والسيادة في وقت لم يكن يزاحمها فيه أحد
أما الآن فقد تغيرت الحال وأصبحت بريطانيا تشعر بتزعزع واضطراب في مركزها القديم؛ وقد زال من العالم ذلك النوع من الارتباط الدولي الذي كانت تقوم على حمايته