وحدثتنا السيدة الجليلة هدى هانم شعراوي قالت: إن هذا الشاعر الذي أصبح يتغنى بترفعه عن أن يحدث زوجته في شئونه أو أن تحدثه زوجته في شئونه، يعد حديث الرجل وزوجته في الشئون المشتركة بينهما ضربا من (اليهفوفيه)؛ إن هذا الشاعر وأمثاله هم الذين مكنوا لقاسم أمين من السعي في تحرير المرأة الشرقية. ولو أن الشعراء في القرن التاسع عشر قد قبلوا أن يكونوا يهافيف فركبوا المركب الذي تختاره لهم أزواجهم لما استطاع قاسم وأعوان قاسم أن يلحنوا هذا الشعر تلحينا يبدو للجاهل أنه أخرجه عن معناه، ويبدو للمتأمل انه سد ثغره وأكمل نقصه وأنه لم يناقضه، ولا حاد به عن طبيعته، فطبيعة هذا التغني بالترفع عن الزوجة هي بعينها مقدمة التحرير. ولقد أطرب اللحن وأشجى وكان من أثره ظهور نهضتنا الأدبية النسوية ونشر هذه اليهفوفيه وأنشدت:
صوت
من أنت ماذا تكون يا رجل ... أظهر ما في طباعك البهل
في كل حين تقول يا امرأتي ... يا امرأتي. . . ما تريد يا رجل؟
الشعر لزوجة أديب كبير من شعراء العصر الحاضر اعتاد أن ينشر كل أسبوع مقالة يقول فيها:(وقلت لزوجتي أنت يا امرأة) فقالت هذه السيدة المحترمة:
. . . . يا امرأتي. . . ... يا امرأتي. . . ما تريد يا رجل!
ثم أتمت القصيدة.
حدثنا الأستاذ أحمد الشايب قال: حدثنا أحمد أمين قال: إن الأدب الجاهلي جنى على الأدب العربي في هذا الباب أيضا باب العلاقة الجنسية، فلولا تقديس أدباء العربية للجاهليين لنزع كل أديب نزعة شخصية صادقة كانت تقيهم على الأقل من سخرية المتنبي منهم في قوله:
إذا كان مدح فالنسيب المقدم ... أكل أديب قال شعراً متيم
ولكن الأمر لم يقتصر على استخفاف المتنبي بالأثر الذي تركه الجاهليون بتقديس العرب إياهم في شعر العرب بعد أن وجب زوال الأثر الجاهلي.
قال عروة:
فإن يأخذوا أسماء موقف ساعة ... فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب
وكان هذا القول طبيعياً ممن يئدون البنات خشية الإملاق ولكن تحدث طبيب ليلى المريضة