هذا رأيي في الوحدة العربية. أما رأيي في الدكتور طه حسين فهو أن ديدنه أن يأخذ الرأي من طريق السماع والاتباع. فهو لم ينظر في نفسه باعتباره رجلاً موطنه الشرق، ولغته العربية، ودينه الإسلام، ومأمله العروبة. بل نظر فيما سمع من كلام الأوربيين واتبع ما قالوه بلا تمحيص، وكان خيراً له لو رجع إلى بيئته، وسار مع طبيعته، ونظر في نفسه واستوحى ما يمليه النظر المجرد والمنطق السليم؛ كما أن نظر الدكتور نظر جزئي لا يتسع للشمول والتعميم، وما ذلك بعيب فيه، ولكنه طبيعة مطبوعة، وإنما العيب أن يخرج الإنسان عن طبيعته، فيكون كمن يجرد نفسه من نفسه، ومن هنا كان خطؤه في فهم الأشياء. هذا إلى أنه من الأدباء وليس من العلماء.
محمد أبو الفضل حفني مسعود
سعد وسعاد ومعاوية بن أبي سفيان
ذكر صديقي الأستاذ علي الجندي فيما كتبه في مجلة الرسالة الغراء تحت هذا العنوان أن سعداً لما قطع أبو سعاد صلتها به رفع أمره إلى وإلى تلك الجهة الأموي المفتون المدل بمكانه من قريش، وبمكانه من الخليفة مروان بن الحكم.
ثم ذكر ما كان من أمر ذلك الوالي مع سعاد واغتصابه لها من سعد، وأن سعداً اعتسف الصحراء إلى دمشق عاصمة الخلافة ليشكو ذلك الوالي إلى ابن عمه الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
ولا يخفى أن في سياق قصة سعد وسعاد على ذلك الشكل اضطراباً ظاهراً، لأن ما ذكره الأستاذ الجندي في الأول من أن ذلك الوالي الأموي كان مدلاً بمكانه من الخليفة مروان بن الحكم يفيد بظاهره أن قصة سعد وسعاد كانت في عهد مروان ابن الحكم لا في عهد معاوية بن أبي سفيان، وما ذكره في الثاني من أن سعداً اعتسف الصحراء إلى دمشق ليشكو ذلك الوالي إلى ابن عمه الخليفة معاوية يفيد أن تلك القصة كانت في عهده لا في عهد مروان.
ولا يخفي على الأستاذ الجندي أن عهد معاوية بن أبي سفيان عبر عهد مروان بن الحكم، لأن معاوية ولي الملك بعد أن تنازل له عنه الحسن بن علي، فمكث فيه نحو عشرين سنة، وقد بايع من بعده لابنه يزيد، فمكث بعده ثلاث سنين وستة أشهر، ثم بويع بعده لابنه