للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشعب السوري من أسبق الشعوب إلى اعتناق الفكرة العربية والدعوة إلى الوحدة ومن أرقاها وأخلقها بالحياة الحرة.

وإذا كانت سوريا لا تستحق الاستقلال فلا ندري من ذا يستحقه؟

وإذا كانت سوريا التي احتمل رجالها أثقل أعباء الثورة العربية في إبان الحرب الكبرى والتي كانت ولا تزال إلى هذه الساعة على الرغم من محنتها أقوى مؤيد للحركات الاستقلالية في كل بلد عربي - تقابل نكبتها بمثل هذا الفتور، ولا أحب أن أقول الجحود، فلا أدري أية أمة أخرى أولى بالمعاونة والنجدة؟

أنا أعرف كما قلت أن هناك حلفاً عربياً بين العراق والدولة العربية السعودية واليمن، ولكني أستأذن صديقي الأستاذ روفائيل بطي صاحب (البلاد) البغدادية في أن أقول إن هذا الحلف لا يمكن أن يؤتي الثمرة المرجوة منه ما بقيت فلسطين وسوريا ترسفان في الأغلال، فإن هذين البلدين هما قلب البلاد العربية

إن البلد العربي الوحيد الذي يسعه أن يدخل في الحلف العربي الآن هو مصر ولكن دخولها فيه لا يوجد معدوماً، ولا يضيف ناقصاً، ولا يزيد شيئاً على علاقات الود والتعاون بين مصر وبلاد الحلف (العراق والمملكة العربية السعودية واليمن) وإنما الذي يكسب الحلف وزناً جديداً وقيمة عملية من العسير أن تتيسر له الآن هو استقلال فلسطين وسوريا ودخولهما في الحلف وبذلك تصبح البلاد العربية (إلى آخر حدود مصر الغربية) كتلة واحدة حقيقية في وسعها أن تتعاون على مواجهة الطوارئ وملاقاة الأحداث ودفع الأخطار. وليس ذلك لأن سوريا وفلسطين أكثر عدداً أو أوفر مالاً أو أقدر أو أكفأ بل لأن بقاء هذه البلاد خاضعة لسلطان دول أجنبية يشطر البلاد العربية شطرين ويجعل التعاون العملي بين الشطرين متعذراً ويحول دون القيمة التي يسهل أن تستفاد من اتصال الحدود وزوال الفواصل والعوائق

وإلى أن يتم استقلال سوريا وفلسطين لا يجوز الاكتفاء بالقول أن الحلف العربي موجود وقائم وأن بابه مفتوح لمن يريد الدخول فيه فما يتغير شيء حقيقي بدخول مصر فيه قبل استقلال سوريا وفلسطين. وإلى هذا ينبغي أن يتجه السعي قبل كل شيء. وما أظن إلا أن إخواني في العراق يقرون هذا الرأي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>