للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحد العلماء اليوم بسهولة محل الشك ولا يمكن أن يبعدها عن حظيرة اليقين.

لننتقل بالقارئ إلى إثبات الفكرة الذرية للكهرباء:

لقد كان الدليل الأول على وجود الذرة الكهربائية التي أسماها العلماء الإلكترون في قوانين (الإلكتروليس) وهي القوانين التي تخص انتقال الكهرباء في السوائل، هذا الانتقال المرتبط بتحليل كيميائي يقع في هذه المواد الموضوعة في السائل

نذكر أن فراداي الإنجليزي هو الذي كشف القانون الأساسي في هذه الموضوع والذي يتلخص في أن كمية من أي مادة تتحلل كهربائياً ترتبط بعلاقة بسيطة مع قدر التيار الكهربائي ومع الوزن الذري للجسم الموضوع في السائل، بحيث إذا أرسلنا تياراً كهربائيا معينا في محاليل مختلفة فنرسل التيار مرة لنحصل على عنصر معين، ونرسل التيار ذاته مرة أخرى للحصول على عنصر آخر فإننا نحصل على التوالي على العنصرين بواسطة هذا التيار الكهربائي بكميات مختلفة ولكنها بالنسب التي تعينها المعادلات الكيميائية لهذه العناصر في جزئيات المحاليل الموجودة فيها

ولم يكن ثمة تفسير لهذه الحالة ولارتباط التحليل الكهربائي بالوزن الذري إلا أن كل ذرة من ذرات العناصر المختلفة تحوي عدداً معيناً من الوحدات الكهربائية وأن الكهرباء وحدات مستقلة غير متصلة كما أن المادة وحدات مستقلة ومنفصلة

وعلى هذا لا تتوزع الكهرباء بكميات اختيارية في الأجسام بل إن كل ذرة مادية تحوي عدداً معيناً من الوحدات الكهربائية فهي تحوي واحدة أو اثنتين أو خمسين مثلاً أي عدد كاملاً ليس به كسور الوحدة المعتبرة شخصية لا تستطيع الوجود في المكان والزمان إلا كاملة. إنك تستطيع أن تدعو عدداً معيناً من الأصدقاء لتناول الغداء فتستطيع أن تجمع على مائدتك سبعة منهم أو ثمانية أو أكثر، بحيث إذا أردت أن تزيد عدد المدعوين فإن أقل ما تستطيعه أن تزيدهم فرداً واحداً ما دمنا نتكلم عن أصدقاء أحياء يسعون إليك بدعوة منك؛ وليس لك أن تفكر أن تدعو من الأصدقاء أكثر من السبعة وأقل من الثمانية فإن هذا غير موجود فالأصدقاء لا توجد إلا بالواحد وليس بجزء منه. كذلك اتجهت الفكرة في الكهرباء أنها لا توجد أو تزيد إلا بالوحدة الكهربائية التي لا تتجزأ بحيث اتجهت الفكرة في بادئ المر بأنه ليس هناك حالة كهربائية بل أن ثمة ذرات كهربائية تشبه الذرات المادية موجودة

<<  <  ج:
ص:  >  >>