في الذرات المادية أوعليها. ولقد لفت النظر إلى هذه الحقيقة (هلمولتز) في سنة ١٨٨١ وهو الطبيب الفيسيولوجي الألماني الذي منحته جامعة برلين كرسياً في الطبيعة سنة ١٨٧١ والذي رفعته أعماله في الضوء والكهرباء والصوت إلى مصاف علماء القرن التاسع عشر.
ويسمون (يون) وفق النطق الفرنسي أو (أيون) وفق النطق الإنجليزي وتكتب في اللغتين الذرة محملة بالكهرباء أو مجموعة معقدة من الذرات مجتمعة ومحملة أيضاً بعدد من الوحدات الكهربائية ويتكون (اليون) بانقسام أو تقطيع أوصال جزيء غير مشحون بالكهرباء فمثلاً تتحلل سلفات ذرات من النحاس محملة بالكهربائية الموجبة وبقايا من الكبريت والأوكسجين محملة بالكهربائية السالبة وتسمى الأولى باليونات الموجبة والثانية بالسالبة، ويحمل اليون الواحد ذرة واحدة أو أكثر من الذرات الكهربائية
وقد درس (لانجفان) العالم الفرنسي الذي انتخب أخيراً عضواً في المجمع العلمي الفرنسي ما نسميه اليونات الكبيرة واليونات الصغيرة وأتم في هذا دراسة معروفة قام بها منذ أعوام في أعلى برج (إيفيل) في باريس حيث نعرف أن هذا العالم الدائب اليوم في العمل للاشتراكية والمسائل الاجتماعية العامة، قضى نحو ستة أشهر في أعلى البرج للقيام بهذا البحث الذي يحمل اليوم اسمه والذي يذكرنا بدراسة (مارسيل بريلوان) لدراسة كروية الأرض بطرق ضوئية مدى أشهر طويلة في ست غرف موزعة في نفق سامبلون المعروف
وشأن الكثير من مجموع المعارف التي تكون ميراثنا العلمي اليوم لم يقف البرهان على هذه الحالة الذرية للكهرباء عند قوانين (الألكتروليس) المتقدمة والعلاقة بين الوزن الذري للعناصر وبين شحنتها الكهربائية عند ما نعمد إلى تحليلها كهربائياً، وإنما وجدت الفكرة الذرية الكهربائية برهاناً جديداً من طريق يختلف كل الاختلاف عن طريق التحليل الكهربائي المتقدم الذكر، ذلك أنه أمكن للباحثين فصل الكهرباء عن المادة التي تحملها، وبهذا أمكن البرهنة على أن الكهرباء مادة مستقلة في الحيز وأن لها صوراً منفردة في الفضاء. وإلى القارئ كيف توصل العلماء إلى ذلك:
عندما يحدث تفريغ كهربائي داخل (أمبول) مفرغ من الهواء وهو غلاف زجاجي كالغلاف