المكوّن للمصابيح الكهربائية فإنه يتكون داخل (الأمبول) بثق من الضوء ضعيف وملون، وهذا الضوء ناتج من تصادم الألكترونات مع جزيئات الهواء المتبقي داخل (الأمبول) بعد تفريغها عند انتقال الإلكترونات السريعة من القطب الموجب داخل (الأمبول) إلى القطب السالب، بحيث يظهر أثر هذا التصادم القوي بهذه الإضاءة. ولو أننا عمدنا إلى تفريغ ما بداخل الغلاف الزجاجي من هواء فإن هذا الضوء يتضاءل لقلة عدد جزئيات الهواء التي تتصادم مع الإلكترونات المقذوفة ويبدأ أن يكون للغلاف الزجاجي لون أخضر تحت تأثير هذا القذف الألكتروني، وهذا اللون الأخضر حادث من تصادم هذه الإلكترونات مع جزيئات الزجاج. وتتضح هذه الحقيقة بأننا لو وضعنا أي جسم داخل الغلاف الزجاجي في طريق هذه الإلكترونات وليكن حلقة معدنية مثلاً فإن صورة هذه الحلقة ترتسم على الزجاج وسط اللون الأخضر. وتعين الصورة المواضع التي غابت عنها الصدمات بحكم الجسم الذي وضعناه في الطريق، ويمكن الاستدلال أيضاً على اتجاه هذه الإلكترونات ومسار هذه الأشعة الإلكترونية التي ثبت أنها تسير من القطب السالب إلى القطب الموجب، وقد أسمى العلماء هذا السيل من الإلكترونات الأشعة الكاثودي نسبة إلى القطب السالب الذي يسمى الكاثود
هنا تساءل العلماء عما إذا كانت هذه الأشعة داخل (الأمبول) أشعة موجبة أو أشعة ولقد ثبت أنها أشعة حبيْبيّة أي جسيْميَّة، إذا قَّربنا مغناطيسياً من الأمبول فإن هذه الأشعة تنحرف عن طريقها تبع وضع المغناطيس. ويبدو لنا ذلك من انتقال البقعة الخضراء على الغلاف الزجاجي، وفي هذا دليل على أن الأشعة مكونة من جسيمات صغيرة يتجاذبها المغناطيس في مواضعه المختلفة الذي نعلم أنه لا يؤثر إطلاقاً على الموجات الكهربائية. ويقول ريشنباخ في كتابه (الأتوم) الذي ترجمه للفرنسية موريس إن هذه الكهرباء المادية جسيمات مهاجرة وإن التيار الكهربائي يُمثل مجموعة من الأفراد المهاجرين من قطب إلى قطب
وبالطريقة ذاتها التي يؤثر بها المجال المغناطيسي على هذه الأجسام المهاجرة يؤثر أيضاً المجال الكهربائي على طريقها، وقد وضع الباحثون كفتين معدنيتين في طرفي (الأمبول) بينهما فارق في الضغط الكهربائي، ولاحظوا انحراف الأشعة الكاثودية بنفس الطريقة التي