للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن زاغ الأستاذ ادهم فذهب إلى أنه ترجم العنوان الشامل وهو ' (وماهو بعنوان الكتاب المذكور قبلُ) فترجمة هذا العنوان الأخير هي: أعمال (السنة الاجتماعية) (وهي مجلّة). فأين تعبير: (مجموعة محاضرات. . .)؟

وهذا يدل على أحد أمرين كما قلت في مقالي السابق: فإما أن الأستاذ أدهم لا يحسن النقل من الفرنسية إلى العربية لرّقة معرفته باللغة الفرنسية، وإما أنه يبتدع المصادر على سبيل التهويل. وله أن يختار أحد الأمرين، وأنصح له أن يختار الأول فهو أهون شراً

ومن ذلك كله يتبين أن الأستاذ أدهم يحسن الإيهام من طريق المغالطة. وهو ممن لا يخشى أن يستكره الحجج على مواضعها فيجتلبها اجتلاباً. ثم إنه ممن ينحرف إلى ارتجال المصادر ارتجالاً؛ وقد بينت ذلك في المقال السابق من الرسالة وفي مقتطف أغسطس. ولم أنسى أن الأستاذ أدهم استند إلى الإصحاح الرابع عشر من سِفر دانيال (العهد القديم) وكل السفر اثنا عشر إصحاحاً، وأنه استند إلى الجزء الثالث من (الفهرست) لابن النديم، على حين أنه يقع في جزء واحد؛ ولعل القارئ لم ينس ذلك (راجع الرسالة العدد ٣١٤).

وبعد، فإني لم أكتب هذه الكلمة، متعقباً فيها قولاً للأستاذ أدهم (وقد والله سئمتُ تعقب أقواله كلها)، إلا ليعلمَ أني لا أزال أعده أجنبياً عن العلم الصرف، بعيداً عن مطارح الثقة والدقة. فليتروّ وليتحرّز قبل الكتابة وليفطن إلى أن في مصر وفيمن غاب عنها لأجلِ من له بالمرصاد، مهما لوَّي قلمه وكابر.

ولعله يقول إن هذا التعقيب (شكلي)، وهو قول طالما يفزع إليه ويستغيث به. فالذي أعرفه أن الدقة والأمانة في تدوين المصادر مما يعظم شأنه في جامعات فرنسة وإنجلترا وألمانية وإيطالية ومصر! وأما علمي بما يجري في جامعة موسكو - حيث تلقى الأستاذ أدهم صنوف العلوم، كما جاء في مجلة الحديث الحلبية - فجدّ قليل.

(تلال الفوج - فرنسة)

بشر فارس

حول نعيم الجنة

شددنا النكير على الدكتور زكي مبارك لقوله: (اشغلني عنك يا رباه، بما سيكون في الجنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>