للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - بقي أنه يرى أن هذه القصة موضوعة، وأقول: أن هذا ظن لا يغني من الحق شيئاً! وأبرأ الذمة، وأبعد من الزلل أن يتابع صديقه الصغير في عدم الجزم بذلك، فراويها الإمام ابن الجوزي ومنزلته معروفة، ووقائعها ليس فيها ما يهول ويستغرب. أليست زبدتها أن والياً - وإن كان مروان - أكره زوجاً معسراً على طلاق امرأته الجميلة ليتزوج بها، وأن الخليفة رد الحق إلى نصابه، وأي عجب عاجب في أن يحدث هذا؟

هذا ما عنّ لي فيما كتبه شيخنا الفاضل. . . والسلام عليه ورحمة الله وبركاته

علي الجندي

أين علماء الأزهر؟

الأستاذ العالم علي الطنطاوي رجل مؤمن الروح، مشرق القلب، نير البصيرة. وهو بعد من أولئك الشبان الأخيار الذين يحرقون أنفسهم مداداً وبخوراً في سبيل حياة الإسلام وعزته، في عصر مزور أصبح فيه كل من يتكلم بالدين يرمى بالرجعية والجمود والغفلة وعدم مسايرة تيار الحضارة الحديثة والتطورات العلمية الجديدة

أقول هذا بمناسبة نداء الأستاذ الأخير الذي وجهه لعلماء المسلمين على صفحات الرسالة يحثهم على معاونته في تأليف كتاب في (الدين الإسلامي) (يضم بين دفتيه الإسلام الذي جاء به النبي محمد خالياً من الحشو والزيادات والبدع والخرافات، يقرأه الشاب المسلم الذي يعرف الدين فلا يحتاج بعده إلى شيء، ويقرأه العامي فيفهم منه دينه، ويقرأه الغربي (مترجماً) فيحصل له عن الإسلام فكرة واضحة صحيحة)

ويعلم الله أن نفسي انطلقت لهذه الفكرة النبيلة وانتظرت ماذا سيكون من أمر علمائنا، وخصوصاً سادتنا علماء الأزهر الشريف فهم أحق الناس لتلبيتها والنهوض لها والاهتمام بها. . . ولكن ماذا كان؟ كان أن ذهبت دعوة الرجل هباء، فلا حس ولا حركة ولا حياة!

في الحقيقة أن أساتذتي علماء الأزهر مقصرون. وفي الحقيقة أنهم قوم لا يهمهم من الحياة إلا صفو أنفسهم وفخفختها، وإن تظاهروا بالرهبنة والزهادة، وضجوا بالحوقلة والحسبلة؛ أما رفعة الإسلام ومجده، فذلك شيء منسي على هامش حياتهم!

أين الدجوي والجبالي واللبان وأبو العيون والأودن والجزيري وأبو دقيقة؟ أين هؤلاء؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>