لعثمان (رضي الله عنه) ففرق جماعة المسلمين! وكتب عن لسان الخليفة كتاباً مزوراً إلى والي مصر لولا انكشاف أمره لأريقت دماء بريئة! ويعرف أنه في موقعة الجمل تغفل طلحة وهو من أنصاره فرماه بسهم في أكحله أودي بحياته! فأين يقع اغتصاب سعاد من هذه الأفاعيل؟! ثم أين هو الاغتصاب؟ ألم يُملق سعد، وعجز أن يَمُون زوجته؟ والفتيا على أن إعسار الزوج سبب من أسباب الفرقة. ثم ألم يطلقها سعد على كل حال (وإن كان مكرهاً) وإذا صح أن الخلافة تثبت بالتغلب أفلا تثبت الزوجية؟ ثم ألم يتزوجها مروان بعد انقضاء العدة واستبراء الرحم على سنة الله ورسوله؟ فهذا الزواج لا ينافي الحِلَّ وإن باين التديَّن والورع ومكارم الأخلاق، ومروان ليس بمعصوم من النزوات
٣ - لست أنكر أن (مروان) من زعماء بني أمية، ولكن أيظن شيخنا أن معاوية يغمض عن هفواته رعاية لهذه القرابة؟ وهو عاهل العرب الذي كان يتألفهم بسياسته الحازمة الرفيقة الصارمة، وهو خليفة المسلمين المسئول عن أبشارهم وأعراضهم وأموالهم. أيخشى معاوية أن يحاسب (مروان) على ذنب اجترحه وهو الذي بلغ من شكيمته أن ينازع عليًّا الخلافة. على قرابته وسابقته وفضله - ومن مروان إذا قيس بمعاوية؟ ألم يَعِده لأن يعهد إليه بالخلافة بعد يزيد فلم يف له بذلك ولم يقف عند هذا الحد فعزله عن ولاية المدينة؟ ثم ما هي الذلة التي ضربت على مروان في هذه القضية؟ أيكون ذليلاً لأنه ثاب إلى رشده واستجاب لداعي الحق ونزل على حكم الخليفة؟ وهل كان ينتظر منه أن يبسط لساناً أو يسل سيفاً والذنوب تخرس الألسنة وتغمد السيوف؟
٤ - حكم شخنا بأن القصة ضعيفة في سبكها وشعرها، وأنا أوافقه في ذلك وأخالفه، أوافقه على أن بعض الشعر ضعيف بل سخيف، وقد أشرت في الهامش إلى أنه قد يكون وضع على لسان معاوية. وأخالفه في أن سائره جزل قوي محكم، وهو ما قاله سعد وسعاد أو قيل على لسانهما
أما سبك القصة فهو عمل خالص لي، وليست القصة إلا هيكلا عظميا كسوته اللحم وأجريت فيه الدم، فإن كان لا يزال مصرا على أن هذا السبك ضعيف، فلا يسعني إلا أن أحترم رأيه، ولكن ذلك لا يمنعني أن أقول: إن أدباء القصة لا يتفقون معه في ذلك، وهم بحمد الله كثير في هذا البلد الأمين