للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان بعد في شك من هذا الأمر. . . ولم يكن قد وقر في نفسه بعد واصبح عقيدة راسخة. . . فكان في يومه هذا باسما مستبشرا.

ها هي ذي السيارة قد وقفت لدى لمنزل رقم ١٧! وقد أوشك أن يقلب صفحة جديدة من صفحات حياته. . . فلتنتظر السيارة قليلا ريثما ينزل ويستاذن أهل الدار في الدخول. . هم يأخذ في دق الجرس. . . . عجبا ليس من مجيب. . . ان السيدة قد ذهبت - دون شك - إلى بعض شأنها وليس بالدار أحد. . . فلينتظر قليلا. . . ولكن. . أي شيء هذا؟. . ان النافذة تفتح وهذه مسز هرفي نفسها. . ولكنها تنظر إليه بوجه عابس متجهم. . . إنها تبدي أسفها الشديد لأنها لا تستطيع أن تقبله في منزلها. . . . أجل. . . ولا يهمها أن تكون قد سبقت كلمة منها إليه. . إنها لا تقدر أن تؤوي لديها أحدا من أهل آسيا، فليرجع بسلام. .

آسيا؟ ولكنه ليس من أهل آسيا. . . إنه من أهل مصر! سيان لديها، من أية الجهات مصدره، مادام أهل الحي لا يروقهم شكله ومنظره. . فليرجع إلى أحد فنادق المدينة فانهم سيرحبون به هناك. أما منزلها هذا فليس إليه سبيل. . .

ويطأطأ حسن رأسه ويمشي إلى سيارته مطرقاً واجماً. ويهمس في أذن السائق اسم أحد الفنادق ويرتمي في مقعده مجهدا متعبا. وتحين منه ألتفاته إلى يديه وبشرته السمراء، فيدرك أن في العالم بعد جريمة هائلة دونها كل أثم وكل جرم، وأنه_ويا للأسف - لا سبيل إلى الخلاص منها، ولا إلى الابتعاد عنها. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>