للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعيرها في النار والنار تلتقي ... عليك بزقوم لها وضرام!

وقد اغتبط أبو فراس بهذا الهجاء فغدا إلى الإمام الحسن البصري فقال له: إني هجوت إبليس فأسمع. قال: لا حاجة لنا بما تقول، قال: لتسمعن أو لأخرجن فأقول للناس: إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس. . .

قال: أسكت، فإنك بلسانه تنطق. . .

قال الأستاذ: (وللفرزدق معان لا تدخل تحت باب من هذه الأبواب ولكنها ذات بال لأنها تلقى نوراً على حياة الفرزدق الخاصة وحياة محيطه) وأشار إلى أشياء من هذه المعاني وروى أبياتاً للفرزدق يشكو فيها إلى الوليد بن عبد الملك جور عامل، منها قوله:

أمير المؤمنين وأنت تشفى ... بعدل يديك أدواء الصدور!

فكيف بعامل يسعى علينا ... يكلفنا الدراهم في البدور!

وأنى بالدراهم وهي منا ... كرافع راحتيه إلى العبور!

فلو سمع الخليفة صوت داع ... ينادي الله هل لي من مجير!

وأصوات النساء مقرنات ... وصبيان لهن على الحجور!

إذن لأجابهن لسان داع ... لدين الله مغضاب نصور!

(يتبع - الإسكندرية)

* * *

<<  <  ج:
ص:  >  >>