غضوباً كحيزوم النعامة أُحمشت ... بأجواز خشب زال عنها هشيمها
وروى الأستاذ المردمي للفرزدق هذا البيت:
أترجو ربيع أن تجيء صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعاً كبارها
ونسبة أبو تمام في الحماسة إلى شعيث بن عبد الله، والبيت من مقلدات الفرزدق.
وروى أبو تمام في باب الهجاء لفرعان بن الأعرف في أبنه منازل مقطوعة، فيها هذان البيتان:
وربيته حتى إذا ما تركته ... أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه
أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت ... يداك يدا ليث فإنك ضاربه
والبيت الثاني للفرزدق في مقطوعة في أبنه لبطة، وكان من العققة (واستغنى عن المسح شاربه) من بيت في المقطوعة. قالوا: كان فرعان من اللصوص، فهل سرق المقال سرقته المال أو لص الفرزدق اللص. . .
ولم يرو أبو تمام في الحماسة للأخطل شيئاً، وروي لجرير ثلاثة أبيات في رثاء أبنه سوارة، ولا يدل ذلك على أن ليس جرير جريراً ولا الأخطلُ الأخطلَ
يقول الأستاذ: (وللفرزدق ضرب آخر، فيه زهد ونسك وتوبة ووعظ وإقرار بالذنب وزجر للنفس؛ وهذا الضرب يمثل الروح المتأثرة بالدين، وهو في كلا الضربين - في هذا وفي شعره في الأدب والحكمة - يمثل الشاعر الإسلامي في عصر بني أمية عصر العروبة المتأثرة بالإسلام، من ذلك قوله:
ألا كل شيء في يد الله بالغ ... له أجل عن يومه لا يحوَّل
وإن الذي يغتر بالله ضائع ... ولكن سينجي الله من يتوكل
تبين ما يخفى على الناس غيبة ... ليالٍ وأيامٌ على الناس دوَّل
يبين لك الشيء الذي أنت جاهل ... بذلك علام به حين تسأل
وروى الأستاذ لأبي فراس أربعة عشراً بيتاً من قصيدته التي أعلن فيها توبته وهجا إبليس، منها قوله:
وما أنت يا إبليس بالمرء أبتغي ... رضاه ولا يقتادني بزمام
سأجزيك من سوءات ما كنت سقتني ... إليه جروحاً فيك ذات كِلام!