الغريب؟ ألا يوجد سبيل للاحتفاظ بالكرامة والشعور بشيء غير الضعف والإهمال والخذلان؟
إنني أقر هنا بأنهم لا يعدمون هذا السبيل. إن إنساناً يعتقد في وجود الله يجب ألا يشعر بالعجز والخذلان. إن اليهود كالمسيحيين والمسلمين والهنود في اعتقادهم بوحدانية الله، إلا أنهم يشخصونه ويعتقدون أنه يتولى جميع أعمالهم فما أجدرهم بألا يشعروا بأنهم بغير نصير
لو كنت يهودياً مولوداً في ألمانيا وكنت أحصل رزقي بها، لصرخت في وجه أقوى رجالها:(إن ألمانيا وطني ولا أخرج منها ولو قطعت أوصالي، أو ألقى بي من حالق). ولرفضت أن اطرد منها أو أخضع لأي نوع من أنواع الاضطهاد بها، ولا انتظر رفقائي اليهود ليصحبوني إلى عصيان مدني، ولكني سأكون على ثقة بأنهم سيحذون حذوي في النهاية
لقد نجح الهنود في حركة العصيان المدني في جنوب أفريقيا، وكانوا يقفون ذلك الموقف الذي يقفه اليهود الآن. بل إن مركز اليهود في ألمانيا خير من مركز الهنود في جنوب أفريقيا. إنهم أكثر ذكاء وأقوى استعداداً من هنود جنوب أفريقيا، وفضلاً عن ذلك، فقد أوجدوا خلفهم سنداً من الرأي العام في أنحاء العالم
إنهم إذن جديرون أن يقفوا رجالاً ونساء ذلك الموقف الحازم معتمدين على قوة الله الذي سيعينهم ولا شك على احتمال الشدائد، وإنهم بذلك ليرفعون من شأن ألمانيا ويبرهنون على أنهم أبناؤها الجديرون بهذا الاسم، لا هؤلاء الذين يسيرون باسمها وسمعتها نحو الهاوية. . .
ولايات متحدة عالمية
(عن مقال (للمركيز أوف لوثيان))
جرب العالم في ربع القرن الأخير كل رأي في سبيل منع الحروب. ففي عام ١٩١٨ بدأت محاولات جدية لإنقاذ العالم من الأوتقراطية ونشر مبادئ السلم والحرية. ثم أعقب ذلك محاولة عصبة الأمم، ثم ميثاق كلوج فاتفاق عدم التسلح. فلما انتهت تلك الآراء بالخيبة وأخذ شبح الحرب يلوح ثانية للعالم، أقبلت بعض الأمم تفكر في حماية نفسها من الحرب،