للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكنه في الباطن كان متصلاً بالسموات والأرض. لقد خلقنا الله لنعيش كما يعيش الفنان المعبر عن الفن، وأمدنا بالروح والقوة والنشاط والحركة، ووهبنا القدرة على الاختيار، والحرية، وخلق فينا حياتنا الباطنة، فلسنا إذن آلات متحركة. إلا أن الحرية لا تسير بغير نظام. وإطاعة هذا النظام لا تفقدنا الحرية. فالحركة والنشاط والمادة والعمل والنجاح يجب أن تسير جميعها على نظام خاص.

والفرق بين الخضوع لقانون الفنان المعبر، والخضوع لقانون الإله، هو حرية الاختيار في الحالة الأولى - بمعنى وعي حقائق الأمور - والإجبار الذي لا اختيار فيه في الحالة الثانية. وما دام الله قد خلقنا لنكون الفنانين المعبرين عن جلاله، وجعلنا أحراراً في الحياة، فالحرية إذن سنة الله، وهو بقدرته يحمي هذه الحرية. فإذا خضعنا للقانون حمى نفوسنا وحفظ حريتنا. وإذا عارضنا ذلك القانون، عارضنا حريتنا، وخضعنا لقانون الآلة الصماء

فعدم تنفيذ إرادة الخالق يقضي على حريتنا، إذ يساء استعمال الحركة والنشاط والمادة والتقدم، وينحدر العالم إلى مهاوي الشقاء. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>