قد يتساءل الإنسان وهو يعرض لفكرة الحرب، ويفكر في الشقاء والبلايا التي تعترض الإنسانية في هذه الحياة:(كيف يرضى الله لعبيده هذه الحال؟) هذا السؤال وأمثاله يخطر ببال كثير من الناس. وهم إذ يفكرون هذا التفكير لا يريدون أن ينظروا إلى الحياة على وجوهها المختلفة المتعددة الجوانب، مسوقين إلى آراء واهية الأساس لا تنتج عادة غير الزيف. فنحن نظن أن عقيدتنا في الله والمسيح كافية لإصلاح كل شأن وقضاء كل مأرب مع ما نراه من البؤس الذي يعانيه كثير من المؤمنين المخلصين في إيمانهم، لا فرق بينهم وبين غيرهم ممن لا يؤمنون بشيء. ومثل بسيط كاف لحل هذا اللغز، وإفهامنا الحقيقة التي توجب ذلك
إن مجرد الإيمان بالفن لا يجعلنا من رجال الفن. فمن الواجب إذن إن نصبح فنانين. وعند ذلك يخلق في نفوسنا ذلك الشعور الداخلي الذي يخالط حياتنا ويجعلنا نعيش للتعبير عن الفن
وكذلك نستطيع إن نقول إن مجرد الاعتقاد في الله والمسيح لا يؤدي إلى ما تنشده نفوسنا، ما لم نكن مسيحيين كالمسيح، فيخلق في نفوسنا ذلك الشعور الداخلي الذي يمازجها ويجعلنا نحيا للتعبير عن قدسية هذا الشعور
فكما يعبر الموسيقي عن الأعمال الخالدة التي يضعها كبار الموسيقيين، نعبر عن الله العظيم ونترجم عن روحه
لقد وهبنا الله الحرية. وإن شقاء الحياة لمن الدلائل القائمة على ذلك. والحياة تسيرها حركة باطنة، وكل منا يملك في نفسه تلك القوة الخالقة التي تسير الحياة. فهذه القوة وذلك النشاط هما المادة التي تخلق فينا أسمى مظاهر الحياة
إن كل ما يحرزه الإنسان من التقدم في الحياة، يرجع الفضل فيه إلى القوة الباطنة: فهي التي تسمو بطبيعته وتهبها العمق والاتساع.
والفرق بين الناس يرجع إلى الباطن دائماً، فقد كان السيد المسيح لحماً ودماً في ظاهره،