والسنهوري وعزام، وهؤلاء تُقبَل شهاداتهم الكريمة في العراق بتحفظ واحتراس، لأنهم ينظرون إلى العراق نظر المحب إلى الحبيب
وأنا عشت في العراق ونعمت بكرم أهل العراق، ومن السهل أن يقال إني أنظر إلى العراق نظر المحب إلى الحبيب
ولكنني أبعدت عن نفسي شبهة التلطف فلم أقل في أهل العراق غير كلمات سجلت فيها ما يملكون من محاسن وعيوب
واليوم أراني مقهوراً على إعلان ما أُضمر لإخواني في العراق من الحب والإعجاب بعد ظهور المجموعة النفيسة التي أصدرتها مجلة العلم الجديد بوزارة المعارف العراقية، وهي مجموعة مقالات وأحاديث نشرها سعادة الدكتور سامي شوكة في مناسبات مختلفات، وهي تدور حول محور واحد هو تقوية الفتوة في النفس العربية
ولا يمكن أن يتصور قيمة تلك المجموعة إلا أحد رجلين: رجل قرأها وعرف ما فيها من معانٍ سامية، أو رجل عرف الدكتور سامي شوكة وطالع ما في روحه الوثاب من قوة وحماسة
والدكتور سامي شوكة معروف لأهل مصر، فقد زارها منذ أشهر أيام المؤتمر الطبي العربي وشاء له كرمه أن يودعها بهذه الكلمات الحِرار:
(أودّع مصر القاعدة الحربية لجيوش أمتي العربية التي استندت إليها في فتح أفريقية وأوربا الغربية يوم كانت تقود العالم نحو الحق والفضيلة والعدل. أودع مصر أكبر كوكب في سماء بلادي العربية، مصر التي تضيء لنا بعلومها وثقافتها سبيل الرقي والتقدم. أودع مصر عاصمة القرآن في القرن العشرين)
ومما يجب النص عليه أن الدكتور سامي شوكة وهو مدير المعارف العام بالعراق يحتم على جميع التلاميذ والمدرسين أن يلبسوا ملابس الفتوة لترتفع بينهم فوارق الترف في الملابس وليشعروا بأنهم جنود مستعدون لتلبية نداء الوطن حين يفزع إلى أبنائه الأبطال
فيا صديقي الذي لم أشهد فيه غير الشهامة والصدق، أعزك الله ونصرك، وجعلك قدوة لمن يخدمون المعارف بسائر الأقطار العربية