وجه نظري أحدُ الأصدقاء إلى المداعبات التي ينشرها حضرة الشاعر الفاضل عبد اللطيف النشار، وقد أبى لطفه إلا أن تشملني. وهو حر في ذلك لولا أن بعض ما يكتبه أتاح فرصة لسوء التفاهم مع بعض الأدباء. وحسبي أن أقول إن آرائي من أدبية واجتماعية وغيرها صريحة معروفة، ولم أحتج مرة لستر أبى الفرج ولا غيره في التعبير الملفوف عنها. وعلى هذا فلست مسؤولاً عما يقوله زيد أو عبيد من معارفي أو أصدقائي ولا أشاطر أحداً منهم خفيةً، كما أن أحداً منهم لا يتحمل مسؤولية كتابتي. وأما عن خلطه الآخر وذكره رجلاً من أعلام النحالة المشهورين وهو المستر (ليونارد هاركر) فمغفور أيضاً لمثل حضرته ما دام ذلك من مظاهر لطفه. وقد ينتفع حضرته لهذه المناسبة بالإطلاع على مجلة وإن لم يرضه أن يجد أبناء العالم الجديد يفهمون العلم والأدب والتأريخ لهما على غير ما يفهم
وبعد. فلما كنت قد نفضت يدي من الأدب العربي منذ زمن فإني أعدّ نسياني تفضلاً كريماً من آبي الفرج الأسكندراني وأدعو له بالهناءة والتوفيق.
أحمد زكي أبو شادي
في الفصول والغايات
قال أبو العلاء المعري في كتابه العبقري (الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ):
(الجسد بعد فراق الروح كما قُص من يدك، وقُصِّر من فودك: إذا ألقى فسيط في النار لم تباله، وإذ غرق فليل في اللُّج فكذاك؛ هكذا يقول المعقول، ولله نظر في العالم دقيق. لا يمتنع أن يكون جسد الصالح إذا قبر في النعيم، وجسد الكافر في عذاب اليم، لا يعلم به الزائرون، وعابد الله ليس بغبين. ليت أنفاسي أُعطين تمثلاً، فتمثل كل نفس رجلاً قائماً يدعو الله تبتلاً يمنع جفنه لذيذ الإغفاء)
رويت الفصل كله ليُعلم أن الشيخ قد فن في الكتاب فنيناً، ونوّع فصوله تنويعاً، فلم يقتصر على أشياء ما تعداها. وما أقصد بما أملئ أن أبحث بحثاً فلسفياً ولا (دينياً). الخطب ضئيل: