في الفصل:(فليل) وقد قال محقق الكتاب في التفسير: (الفليل: ناب البعير المنكسر، أو ما ندر عن الشيء كسحالة الذهب وبرادة الحديد وشرارة النار) وعندي أن الفليل هنا هو الشعر، (ما قص من يدك) تشرح (الفسيط) و (ما قصر من فودك) توضح (الفليل). وفي اللسان:(الفليلة والفليل الشعر المجتمع) وفي فقه اللغة: (سبيخة من قطن، عميتة من صوف، فليلة من شعر، سليلة من غزل)
وإن استقل أديب نقد لفظة واحدة في هذا الكتاب فلا يلمني، وليلم إمعان العلامة محققه في التدقيق ومبالغته في الضبط فهو الذي حرمه نقداً كثيراً يشتهيه. . .
إن (الفصول والغايات) كتاب عجيب ما اخرج عالم في هذا الوقت من معادن الأدب القديم عديله، ولم يحقق مصنف تحقيقه. ولن يشينه أبداً إن الطبعة الأولى لم تنفذ حتى اليوم، وإنما يعرُّ ذلك القاهرة ومصر وبلاد العرب، ويخبر أن القوم (إلا أقلهم) لم يبرحوا في الشط.
* * *
مصارحة وتصحيح
لا ندري ما الذي يحمل الدكتور زكي مبارك على أن يحرف كلام الناس ثم يتهمهم بأنهم يحرفون كلامه! لقد أتهمنا حين أنكرنا عليه قوله:(اشغلني عنك يا رباه بما سيكون في الجنة من أطايب النعم) بأننا حذفنا قوله عقبه: (فأن بصري أضعف من أن يواجه نورك الوهاج) ليجوز لنا أن نصفه بسوء الأدب في الدعاء، وسوء الفهم للدين. والجملة التي أخذناه بها لا يمكن أن يصلحها أية جملة أو جمل يمكن أن تضاف إليها، فضلاً عن جملة يصح في نفسها أن تكون موضع مؤاخذة لأنها تثني على الله سبحانه بما لا يكاد يصلح ثناء على الشمس التي خلقها. فلو أننا ذكرناها لأخذنا كاتبها مؤاخذة أخرى، ولكننا اكتفينا بمحاسبته على أشنع غلطتيه، كما سبق أن نبهنا
والآن يأتي الدكتور في خطابه في العدد ٣١٩ من الرسالة فينسب إلى كاتب فيها أنه قال: إن من حق الدكتور أن يتكلم في الأدب لأنه دكتور فيه، وليس من حقه أن يتكلم في الدين لأنه ليس دكتوراً فيه! والذي نعرفه أن الكاتب الذي يعنيه الدكتور لم يقل هذا، وإنما قال إن