لقد بعث الأستاذ المردمي (همام بن غالب) في هذا الوقت و (البعث) حق، و (الرجعة) عند قوم
إنه اليوم في القاهرة (الحاضرة اللغوية للأمم العربية) إنه الساعة في دار (الجامعة المصرية، جامعة فؤاد الأول) - رحمة الله على الملك العالم - وهاهو ذا يخطب (الدكاترة) والأساتذة والتلامذة وهم حافون به. إنه ليهدر بصوت ذي نهيم كنهيم الأسد، صيت صهصلق، وإنا لنسمعه يقول:
أنا همام بن غالب. أنا الفرزدق
أنا أستاذ (الخليل) و (الريحاني) وحبيب
وإنها العربية الجاهلية الإسلامية الأموية خادمة (الكتاب) والتي قد كونت هذا اللسان
إن الناطقين بالضاد في كل زمان ومكان إلينا لمفتقرون
أنا همام بن غالب وزميلاي جرير بن عطية وغياث بن غوث فالعلم كل العلم في أن تعرفونا وتعرفوا الإسلاميين والجاهليين، والجهل كل الجهل في أن تنكرونا
أنا الفرزدق!!
(تصفيق مشتد بدأ به الصديقان الأستاذ أحمد أمين والدكتور عبد الوهاب عزام، وتبعهما الأستاذ إبراهيم مصطفى وسائر الأساتذة والتلامذة)
حيا الله أديبنا الكبير الأستاذ المردمي وبيّاه بما أحيا لنا (الفرزدق) في هذا الزمان حتى يخطب في (الجامعة) خطبته، ويقول في الجاهلية والإسلامية مقالته، ويصدع بالحق. وقيل (الفرزدق) هو القيل:
إذا قالت حذامِ فأنصتوها ... فإن القول ما قالت حذام
هذه كلمات اقتبست من فضل الأستاذ المردمي، وطاقات اجتنيت من روض أدبه، أقدمها إليه إعجاباً وإجلالاً وتحية.