أما الوحدة الإسلامية وتحقيقها عملياً فشيء آخر لا نبحث فيه الآن، ولكننا نعتقد أن له مائة طريق إلى تحقيقه، وحسبك علماً بنظام الإمبراطورية الإنكليزية الذي استطاع أن يضم ممالك منثورة في كل آفاق الأرض لتعلم أن الفكر البشري لا يعجزه حين استكمال هذه الشعوب قوتها وحريتها، إيجاد نظام صالح للوحدة
أما الاحتجاج بعمل بعض المسلمين اليوم وموقفهم من فلسطين فلا يقوم حجة على الإسلام، لأنه فرع منه ولأن الدين مبدأ ثابت لا يعد عدم اتباع فئة من المنتمين إليه لأوامره وأحكامه نقصاً فيه. وأما نفي مساعدة المسلمين في الهند لثورة فلسطين فباطل، والأموال الكثيرة التي انهالت من الهند على مجاهدي فلسطين لا يستطيع نكرانها أحد
(دمشق)
ناجي الطنطاوي
حول معنى بيت
قال الأستاذ الصعيدي في العدد (٣١٩) من الرسالة تعقيباً على هذا البيت المنسوب إلى معاوية
قد كنت تشبه صوفياً له كتب ... من الفرائض أو آيات قرآن
مقالته الآتية:(ومثل هذا لا يمكن أن يقال في عصر معاوية لأن نظام التصوف لم يكن قد حدث في ذلك العصر ولم يكن فيه كتب في التصوف يحملها المتصوفة وغيرهم).
أما إنه لم يكن هناك كتب في التصوف في ذلك العصر فهذا صحيح، لأن أول كتاب وضع للناس في التصوف هو كتاب (اللمع) لواضعه الشيخ أبي نصر عبد الله بن السراج الطوسي المتوفى سنة ٦٤٩هـ. وقد قام المستشرق الإنكليزي نيكلسون بنسخه وتصحيح وطبع في مدينة ليدن ١٩١٤. بيد أن هذا البيت لا ينهض دليلاً للأستاذ الصعيدي على أن قصة سعد وسعاد موضوعة فقد فهم كلمة (كتب) في البيت على ظاهرها
والذي أراه في تفسير هذا البيت أن أسلوبه مقتبس من أسلوب الذكر الحكيم:(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) أي مكتوباً موقوتاً، والمكتوب هو المفروض: أعني