من أجله أنشئت الفرقة، وإلا فما هذا العبث المحض الذي نراه في اختيار الروايات، وما هذه السياسة المضحكة التي يسيرون عليها، وكأنما هم موكلون بالتنكيل بفن التمثيل لقاء ما تكافئهم به الحكومة من أجر؟!
ولنضع أمام القارئ أمثلة يسيرة من هذه السياسة العجيبة.
(الخطاب) و (جنون الشرف)
في الموسم الأسبق أخرجت الفرقة القومية رواية الخطاب (لسومرست موغام)، وهي رواية أقل ما يقال فيها أنها تحض على الرذيلة، وتشجع عليها، وتكافئ الخاطئين، وتجزي الأبرياء شر الجزاء!
ومعرب هذه الرواية هو الأستاذ سليم سعده وقد خيل إليه أنه فهم رسالة الفرقة القومية في هذا الزمان فعرض على مديرها رواية (جنون الشرف) لبيرانديللو، وهي رواية أقل ما يقال فيها أنها تصور الشرف في أجمل الصور، وتحض على حبه والتعلق به. ولكن المدير الفاضل رفضها وطلب إلى المعرب أن يختار سواها من الروايات الشعبية التي هي أقرب إلى متناول هذا الشعب الذي لم يرق إلى درجة بيرانديللو. فاختار المترجم رواية (الخطاب) فقبلت في الحال وكانت سبة للفرقة أبد الدهر!
الروايات التاريخية في السينما
تقول الأنباء: إن إخوان لاما يخرجون رواية تاريخية عن المجنون وأن الثالوث المعروف (آسيا. ماري. جلال) يخرجون رواية تاريخية تحت اسم أرمانوسة أو شيء كهذا - فمن الضروري أن نقول لهؤلاء وهؤلاء ولغيرهم كلمة، أو نسدي إليهم نصيحة.
منذ أعوام أخرجت السيدة آسيا رواية تاريخية عن (شجرة الدر)، وأخرجت السيدة بهيجة حافظ رواية عن (ليلى بنت الصحراء)، وأخرج إخوان لاما بضع روايات كانت مزيجاً من التاريخ وصور الصحراء، وأخرجت السيدة عزيزة أمير وغيرها روايات فيها تاريخ وفيها صور من أهل البدو، وكيف يعيشون، وكيف يملئون الدنيا غراماً!
وكانت هذه الروايات جميعاً تنقصها الطلاوة والحبكة مع أن أصحابها قصدوا فيما قصدوا من لياذهم بالتاريخ والصحراء والملابس المألوفة أن يستروا بها أشياء كثيرة من عدم كفاية