منها ما لا سبيل إلى العلم به من غيرها، وعجبنا لشدة الحجر على الصحف المصرية بالقياس إلى تلك الحرية البالغة وتلك الصراحة الجريئة
فما ذكرت الصحف الإنجليزية للمستر (هورنبلور) نظر إلي طويلاً ثم قال: هل أنت من الحزب الوطني؟
قلت: كلا. ولكني من المصريين
قال: حسن. نحن لا نتفق، وأومأ إلي بالتحية. . . وانصرفت وأنا بريء من المكتوبجية وخلو من العمل في عالم الحرب الذي لا متسع فيه لصناعة الأدب ولا لصناعة الصحافة!
إلا أن الرقابة بغير غرض أهون كثيراً من رقابة يفرضها على الصحف رجل ينطوي على غرض خفي لا علاقة له بواجب الوظيفة
فقد كان من الرقباء من يطمع في المكافأة، وكان منهم من يتعمد حذف الأخبار من بعض الصحف لكي تنفرد بنشرها صحيفة أخرى بينه وبين أصحابها لحمة قرابة أو مصاهرة
وقى الله الصحافة المصرية شر الرقابة (بغرض) والرقابة المنزهة عن الأغراض على السواء!