للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المشهورة. دخل صقلية وأسهب في الكلام عليها، وجاب ربوع مصر وسورية والعراق وفارس. . . ودون أخبار رحلته سنة ٣٦٧هـ (٩٧٧م)، ضمن كتابه المسمى بـ (المسالك والممالك والمفاوز والمهالك).

قال فيه عن نفسه: (. . . بدأت سفري هذا من مدينة السلام - يوم الخميس - لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. . . وأنا من حداثة السن وغرته، وفي عنفوان الشباب وسكرته، قوي البضاعة، ظاهر الاستطاعة. . .)

إلى أن يقول: (. . . وقد ذكرت في آخر كتابي هذا كيف تعاورتني الأسفار، واقتطعتني في البر دون ركوب البحار، إلى أن سلكت وجه الأرض بأجمعه في طولها، وقطعت وتر الشمس على ظهرها. . .).

ثم يصف لنا خطته في تأليف كتابه فيقول: (وقد حررت ذكر المسافات، واستوفيت صور المدن وسائر ما وجب ذكره. . . وقد فصلت بلاد الإسلام إقليماً إقليماً وصقعاً صقعاً وكورة كورة لكل عمل. وبدأت بذكر ديار العرب، فجعلتها إقليماً واحداً، لأن الكعبة فيها ومكة أم القرى، وهي واسطة هذه الأقاليم عندي. . .).

ويتضح لنا من دراسة مصنفة إنه اقتصر على ذكر صفات الممالك الإسلامية، ولم يتعرض لغيرها متنصلاً من ذلك بقوله في كتابه المذكور: (. . . أما بلاد النصارى والحبشة، فلم أتكلم عليها إلا يسيراً، لأن تولعي بالحكمة والدين والعدل وانتظام الأحكام يأبى أن أثني عليهم بشيء من ذلك).

ابن حوقل يتعاطى التجسس

ذكر العلامة دوزي في كتابه (تاريخ إسلام أسبانيا) أن ابن حوقل كان عيناً للفاطميين يتعاطى التجسس لمصلحتهم. ولا شك أن يكون قد نال حظوتهم والتفاتهم أثناء نزوله بين ظهرانيهم، فسهلوا له شؤون رحلته وتجارته؛ وقد تمخضت هذه العلاقة عن تبادل الثقة، فوجدوا فيه خير مثال للدعاية، وهو ذاك الرحالة الشهير الذي يجوب بلدان الأرض فينشر دعوتهم على أحسن ما يرام!

كتاب (المسالك والممالك)

<<  <  ج:
ص:  >  >>