للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في مقدمة الطبعة الأولى (للمسالك والممالك) ما نصه: (هذا كتاب المسالك والممالك والمفاوز والمهالك، وذكر الأقاليم والبلدان، على مر الدهور والأزمان، وطبائع أهلها، وخواص البلاد في نفسها، وذكر جبايتها وخراجاتها ومستغلاتها، وذكر الأنهار الكبار، واتصالها بشطوط البحار، وما على سواحل البحار من المدن والأمصار، ومسافة ما بين البلدان للسفارة والتجار، مع ما ينضاف إلى ذلك من الحكايات والأخبار والنوادر والآثار، تأليف أبي القسم بن حوقل. . . معول فيما جمعه على كتاب الإمام العالم أبي القاسم محمد بن خرداذبة، وقدامة بن جعفر الكاتب. . .).

وقد قدم كتابه هذا إلى أبي السري الحسن بن الفضل بن أبي السري الأصبهاني. قال ابن حوقل: (. . . وقد عملت له كتابي هذا بصفة أشكال الأرض ومقدارها في الطول والعرض وأقاليم البلدان، ومحل الغامر منها والعمران، من جميع بلاد الإسلام بتفصيل مدنها. . . وكان مما حضني على تأليفه، وحثني على تصنيفه، وجذبني إلى رسمه، أني لم أزل في الصبوة شغفاً بقراءة كتب المسالك، متطلعاً إلى كيفية البين بين الممالك. . . وترعرعت فقرأت الكتب الجليلة المعروفة. . . فلم أقرأ في المسالك كتاباً مقنعاً، وما رأيت فيها رسماً متبعاً، فدعاني ذلك إلى تأليف هذا الكتاب. . . وأعانني عليه تواصل السفر وانزعاجي عن وطني مع ما سبق به القدر لاستيفاء الرزق والأثر والشهوة لبلوغ الوطر. . .)

شغف ابن حوقل أثناء تجواله بدرس مؤلفات المتقدمين كالجيهاني وابن خرداذبة وقدامة. وكان لدى إحدى عوداته إلى بغداد عام ٣٤٠هـ (٩٥١م) قد لقي الإصطخري (صاحب كتاب المسالك والممالك , الذي صنفه نحو تلك السنة أيضاً). فاطلع ابن حوقل على كتاب الاصطخري، وانكشفت له مواطن الضعف فيه، وكان الإصطخري قد طلب إليه أن يراجع مصنفه ويهذب بعض خرائطه الجغرافية , لكن ابن حوقل أبى ذلك، واعتزم كتابة هذا المصنف (المسالك والممالك) من جديد، فأتمه على ما أراد، حيث ضمنه مشاهداته ودراساته الخاصة وجعله باسمه

وهذا ما حدا بالكثير من المؤرخين إلى أن يقولوا كلمتهم في مصنف ابن حوقل ويعتبروه صورة ثانية لكتاب الإصطخري مع زيادات آتيه من دراساته ومشاهداته الخاصة التي اكتسبها أثناء رحلته، فأضافها إليه حينما عدل عن تصحيح كتاب الإصطخري.

<<  <  ج:
ص:  >  >>