للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجه الخصوص، حتى لقد وقف جرانفل في مجلس اللوردات في يوم ١٥ مايو يتوعد مصر ويتهدد ويصرح في غير تردد ولا استحياء أن النواب والأمة جميعاً في صف الخديو

وكان مستر بلنت لا يزال يسعى سعيه في إنجلترا لصالح الوطنيين وكانت بينه وبين عرابي مراسلات برقية قبل تصريح جرنفل يؤكد فيها عرابي الهدوء والسلام في مصر، فلما أعلن جرنفل تصريحه أرسل بلنت إلى عرابي رسالة برقية بتاريخ ١٦ مايو يقول فيها: (قال لورد جرانفل في البرلمان أن سلطان باشا والنواب قد انضموا إلى الخديو ضدك، فإن كان هذا القول غير صحيح فاطلب إلى سلطان باشا أن يرسل إلي تكذيباً، وإذا اتحدتم فلا تخشوا شيئاً. . . ألا يمكنكم أن تؤلفوا وزارة يكون سلطان رئيساً لها؟ وعلى كل حال عليكم بالثبات)

وأرسل هذا الرجل الحر إلى سلطان باشا في نفس الوقت برقية هذا نصها: (أعتقد أن جميع أولئك الذين يحبون مصر يجب أن يتحدوا فلا تتشاجر مع عرابي. إن الخطر عظيم) كما أرسل إلى كل من بطرس باشا وأبو يوسف ومحمد باشا الفلكي هذه البرقية (هل الحزب الوطني مع عرابي الآن؟ الحكومة الإنجليزية تدعي أنه ليس كذلك. إذا ذهب اتحادكم ضمتكم أوربا إلى أملاكها) ووصلت هذه البرقية أيضاً إلى الشيخ محمد عبده والشيخ الهجرسي وعبد الله أفندي نديم

وجاء بلنت رد سلطان فإذا به يقول: (لقد زال الخلاف الذي كان بين الخديو وبين الوزارة ولم يبق له أثر. وكلنا متفق على المحافظة على الأمن والسلام وعلى مناصرة الوزارة الحاضرة)

وتلقى كذلك مسير بلنت برقية من الشيخ الأمبابي شيخ الجامع الأزهر نصها: (من الشيخ الأنبابي شيخ الإسلام. سوى الخلاف بين الوزارة والخديو، والحزب الوطني راض بعرابي، والأمة والجيش متحدان)

وكتب الشيخ محمد عبده إليه أيضاً مثل هذا المعنى.

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>