للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقاع الأرض بالحديث الشائع الذي لا يدرون كتابته

ومنهم فريق ثالث عاش في بداية العصر التاريخي، وفريق عاش في القرون الوسطى، وآخر عاش في بضع المائتين الأخيرة من السنين، ولا يزال فريق غير هؤلاء يعيش بين ظهرانينا إلى الآن

لم يصل إلى الناس أي جزء من المعرفة إلا بواسطة استكشافه على يد إنسان. وقد كانت الأرض التي وجد الإنسان الأسبق نفسه فوق ظهرها حافلة بالكنوز كما هي اليوم، ولكنه لم يستطع استكشاف كنوزها لنفسه فلم تفض إليه بأسرارها، وكان عليه أن يتعلم إيقاد النار وإذابة الحديد الواشج بالصخور، وكان عليه أن يعرف مقاييس الزمن وأن يستخدم البوصلة في تسيير السفن، وكان البخار والكهرباء ينتظران استكشافهما على يده، والفحم والنفط لا يزالان مدفونين في باطن الأرض قبل أن يستخدمهما في إدارة الآلات

وكان إنسان العصور السابقة يستطيع لكل هذه العناصر أن يأتي بالعجائب ولكن كان لابد له قبل ذلك أن يستكشفها، وأن يعرف مزاياها.

وبسبب الحذق الذي أبداه الإنسان في أعماله أصبح اليوم غير غريب عن دنياه، وليس ذلك فقط، ولكنه أصبح السيد المنتصر في الدنيا

لقد اجتاب على مدى قرون طريقاً طويلاً جبلياً فأصبح هذا الطريق مهيعه إلى النصر

وكما أنه لابد أن يوجد دائماً رجل مشغوف بالمخاطر منتج من شأنه أن يضيف جزءاً من المعرفة إلى كنوز المعرفة وإلى الذهن الإنساني، فكذلك توجد دائماً لحظة في حياة كل رجل من هؤلاء الرجال هي التي يتبين فيها حقيقة جديدة تدفع إلى عمل شيء يجعله ويجعل جيرته أحكم أو أرغد أو أغنى أو أسعد. هذه هي اللحظات التي تدور حولها قصصنا هذه

إن العلم معرفة من المعارف الإنسانية وقد نمت المعرفة الإنسانية بما في الأنفس من نزعات وثابة جوالة جوابة، ومثل اللحظات العظيمة في حياة العلم على مدى العصور كمثل لحظات الإلهام والنصر في حياة الفرد، وفي هذه اللحظات يظهر الإنسان وهو المخلوق الذي ميزته الروح والعقل بمظهر الانتصار على دنيا المادة

سر صنع النار

كما يرويه أهل الجزر في المحيط الهادي

<<  <  ج:
ص:  >  >>