للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكذلك له شعر يحدثنا عما قام بين شاور وشيركوه الذي قدم لمساعدته ثم أبى شاور أن يفي له بما عاهده فاضطر شيركوه إلى الانسحاب من مصر مؤقتا؛ ويقول في ذلك ابن قلاقس:

عارض الصفح في يديك الصفاحا ... ورأى البأس أن تطيع السماحا

فرفعت الجناح عن جارم الذن ... ب بعفو خفضت منه الجناحا

ووضعت السلاح حين أراك ال ... حزم والرأي ان وضعت السلاحا

أي ثغر سما اليه أبو الفت ... ح فلم يبتدر اليه افتتاحا

بخيول طارت بأجنحة النص ... ر فراحت بها تباري الرياحا

شاركت شيركوه في النفس والما ... ل وصاحت به فصاحا فصاحا

طلب الأمن، فاستجيب، وما يع ... رف منك الطلاب إلا النجاحا

بعد ما ضيق الحمام عليه ... سبلاً غودرت لديه فساحا

فليطل تعدها الفخار، فقد را ... ح طليقا لبيضكم حيث راحا

وبغير شاور لم يتصل شاعرنا بسياسي مبرز في السياسة المصرية اللهم إذا استثنينا القاضي الفاضل الذي توصل بجده ومهارته إلى أن يثب على كرسي ديوان الإنشاء عوضا عن الموفق بن الجلال الذي كان أستاذا له، وكان يشغل هذا المنصب قبله، وإذا أنت قرأت شعر ابن قلاقس في مدح القاضي لحظت فيه تأنفا واجتهادا في استعمال المحسنات اللفظية، ولا غرو فالقاضي الفاضل زعيم طريقة عرفت به وعرف بها: هي طريقة الجمال والتزيين اللفظي، فكان من حسن الذوق أن يجتهد مادحه في السير على نهجه واتباع مذهبه لان في ذلك إذاعة لطريقة يريد أن يذيعها، ويقولون: إن أول قصيدة قالها فيه هي التي أولها:

ما ضر ذاك الريم ألا يريم ... لو كان يرثى لسليم سليم

ومنها:

من لفظه راح، وأخلاقه ... روح، وتلك الدار دار النعيم

فارشف بأسماعك من قهوة ... ما أحدثت من ندم للنديم

بلاغة جرت جريرا، ولم ... تدع حطاما بيد ابن الحطيم

رأى به الديوان ديوانه ... مطرزا باسم شريف وسيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>