للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطبي والتحقق من سلامة الزوج والزوجة من الأمراض الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية كالإدمان على الشرب واللصوصية وغيرها. وهناك مدارس صارمة للزعامة يدخلها من يريد الانخراط في سلك الزعماء على اختلاف درجاته لها أنظمة شديدة، ومن هذه الطبقة تنشأ طبقة خاصة هي طبقة الأشراف، أشراف المستقبل الذين يقودون الجيل الجديد على طريقة فرسان الجرمان القدماء

أما الزعامة العنصرية أو الأممية فتتلخص في أن الأمم ليست متساوية كذلك في القابليات والأنتاج؛ وهي فطرية كذلك كما هي في الأفراد. والشعوب الآرية في نظر الوطنية الاشتراكية هي الشعوب المنتجة وحدها، وكل حضارة في العالم أو مدنية هي من صنعة هذا الجنس، وهذا ما يدعو طبعاً إلى قلب التأريخ ظهراً على عقب وإلى كتابة تاريخ عالمي جديد. لذلك حاربت النظرية المادية في التأريخ وهي نظرية كارل ماركس وزميله أنكل. وبيبل وهي النظرية المعروفة ب ? القائلة بأن التأريخ أو التطور البشري نتيجة من نتائج التطور الاقتصادي، وكذلك على وجود حضارات بشرية مختلفة، فهنالك حضارة بابلية وهناك حضارة مصرية، وهناك حضارة صينية، وهنالك حضارة عربية. كما أن هناك حضارة ألمانية أو حضارة إنكليزية، ولكل حضارة من هذه الحضارات نفسية خاصة (أنظر كتابه المشهور سقوط الغرب) وكذلك نظريات الكتاب الأحرار الذين يرون العالم ككتلة واحدة والمبادئ التي نشأت من الثورة الفرنسية

إن فكرة الزعامة العنصرية هذه ليست فكرة هتلر بمعنى أنه هو الذي ابتدعها وكوَّنها، بل هي فكرة عالمية قديمة كانت لدي اليونان إذ كانوا يحتقرون الشعوب الأخرى ولا يعترفون لها بالإنتاج؛ وكانت كذلك لدى الرومان والعرب، وظهرت في العصر الإسلامي باسم الشعوبية وهي حركة كانت ضد العرب؛ وكانت لدي الأمم الأخرى، والحركة المعادية للسامية قديمة أيضاً حتى أن لوثر المصلح الديني العظيم في ألمانيا كان من الذين يكرهون اليهود. ولكن تلك الفكرة لم تطبع بالطابع العلمي وتصبح عقيدة كما أصبحت في ألمانيا اليوم. وأشهر الذين نادوا بالزعامة العنصرية قبل هتلر هم الألماني (١٨٠٢ - ١٨٦٧) الذي بحث عن الشعوب الفعالة وانتشارها على الكرة الأرضية واعتقد بأن الشعوب الهندو آرية هي الشعوب المنتجة وحدها. وكذلك الفرنسي المشهور كراف كوبينو (١٨١٦ -

<<  <  ج:
ص:  >  >>