وهي الشعوب الجرمانية طبعاً، وشعوب غير سياسية وهي التي لا تلعب دوراً في التاريخ ولا في السياسة بل يلعب بها وهي الشعوب السامية والزنجية وغيرها. ويصرح هتلر بهذه الفكرة في كتابه كفاحي، ويرى فضلاً عن ذلك أن التاريخ هو محصول الأفراد لا الشعوب، أي أن الزعماء هم الذين يكونون التاريخ لا الجماعة، إذ الجماعة تساق فتنساق وتؤمر فتطيع ومن أجل ذلك أمر بكتابة تاريخ جديد، وأنشأ تاريخاً عاماً للعالم يستند إلى أساس العنصرية فيبدأ بالجرمان وبالشعوب الأوربية السياسية المكونة للتاريخ وينتهي بالشعوب التي لم تلعب دوراً في السياسة المكونة للتاريخ وينتهي بالشعوب التي لم تلعب دوراً في السياسة، فتفحص فحصاً من جديد، وكل ما وجد فيها من حضارة يسند إلى الآرية كما فعل الفريد دوزنبرك في كتابه (خرافة القرن العشرين) ٢٠ في الفصل الذي كتبه عن الحضارة العربية الإسلامية
وكان من جراء هذه النظرية تعديل الكتب التاريخية ومناهج البحث ووضع قواعد ثابتة للتأريخ وفق القيم النازية، ولقد لخصها الوزير الألماني ديترش كلاكس في كتابه التأريخ بما يأتي:
إن الحياة كفاح، والشعوب ليست بشيء أبداً دون زعيم، والشعب هو مستقبل الفرد، والمواطنين يرتبط بعضهم ببعض في السراء والضراء على قاعدة العنصرية والدم، وكل خائن عقابه القتل. يموت الفرد ويبقى الشعب، ولكن الشعب يجب أن يكون خالصاً نقياً كما أن الدولة يجب أن يكون خالصاً نقياً كما أن الدولة يجب أن تكون نقية ذات عنصر واحد.
ولكي تعيش هذه الشعوب تحتاج إلى قوى وجهاد وأسلحة وعتاد إذ بدونها لا تعيش الأمم. وبين هذه الأمم اختلاف في العقل والجسم، وفي مقدمة هذه الأمم الأمة الألمانية؛ لذلك فإن كل من ينادي بالأممية وبالتطور البشري وبحقوق الشعوب يجب عقابه عقاب مفتر كذاب، إذ أن الطبيعة البشرية تناقض ذلك. والشعب السعيد هو الذي يخضع لزعيم مطاع. والعنصرية هي مفتاح تاريخ العالم. (أنظر ص ١٤١ - ١٤٣).
هذه هي نظرية الوطنية الاشتراكية وعقيدتها التي تتمسك بها وكل ما يتعارض مع هذه العقيدة ينظر إليه نظر المسلم إلى الكفر والإلحاد، لذلك فالماسونية والشيوعية والديمقراطية والأديان العالمية التي تساوي بين الشعوب والأفكار الأممية كلها آراء فاسدة تتعارض